التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: كنا مع النبي أربع عشرة مائةً والحديبية بئر فنزحناها

          4150- قوله: (عَنْ إِسْرَائِيلَ): هو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعيُّ، و(الْبَرَاء): هو ابن عازب ☻.
          قوله: (أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِئَةً): اعلم أنَّ الصَّحابة الذين بايعوا تحت الشجرة يوم الحديبية اختُلِف في عددهم على رواياتٍ؛ فيقال كما هنا: ألفًا وأربع مئة، قال البيهقيُّ: (أكثر الروايات أنَّهم كانوا ألفًا وأربع مئة)، وحاصلُ الروايات _وقد ذكرتُها معزوَّةً في المسوَّدة_: أنَّهم كانوا ألفًا وخمسَ مئةٍ، ويقال: ألفٌ وستُّ مئةٍ، ويقال: ألفٌ وخمسُ مئةٍ وأربعون، [أو] ألفٌ وخمسُ مئةٍ وخمسةٌ وعشرون رجلًا، ويقال: ألفٌ وخمسُ مئةٍ وثمانون رجلًا؛ ذكرها البلاذريُّ: (حدَّثنا الحسين بن الأسود: حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن الكلبيِّ، عن أبي صالح، عن ابن عبَّاس)، كذا في «سيرة ابن سيِّد الناس» في خيبر، والكلبيُّ مشهور الترجمة، وأبو صالح مثله، وفي روايةٍ عن ابن عبَّاس: يقال: «أربعَ عشرةَ مئةً»، كما هو الأكثر في عددهم، [أو] ألفٌ وثلاثُ مئةٍ، [أو] سبعُ مئةِ رجلٍ، وقد وُهِّم هذا القول، وقال شيخنا لمَّا ذكر أقوالًا في عددهم: (وجَمَعَ ابنُ دحية بين اختلاف الروايات: أنَّ ذلك كان من باب الحَزْر والتخمين، لا التحديد، ويجوز أن يكون بعضهم ضمَّ إليهمُ النساءَ، وبعضهم حَذَفَ، وقد قالوا: إنَّ ابن أبي أوفى هو الذي حقَّق عِدَّتَهم بقوله: «وكانت أسلم ثُمْن المهاجرين») انتهى.
          قوله: (ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَدَعَا، ثُمَّ صَبَّهُ فِيهَا...) إلى آخره، وسيأتي بعيد هذا في حديث جابر قال: (عطش الناس يوم الحديبية، ورسولُ الله صلعم بين يديه رَِكوة...) إلى أن قال: (فجعل الماءُ يفور من بين أصابعه كأمثال العيون) [خ¦4152]، والظَّاهر أنَّهما قصَّتان؛ الأولى في الإناء، والثانية في البئر، والله أعلم.
          قوله: (نَحْنُ وَرِكَابُـَنَا): يجوز في (رِكاب) الضمُّ والفتح، وهذان ظاهران.