التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث عمرة الحديبية

          4180- 4181- 4182- قوله: (حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ): قال الجيَّانيُّ: (وقال _يعني: البُخاريَّ_ في «الصلاة» في موضعين [خ¦369] [خ¦515]، و«الأنبياء» [خ¦3448]، و«شهود الملائكة بدرًا» [خ¦4019]، و«عمرة الحديبية» [خ¦4180]، وفي «باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ}[التوبة:25[خ¦4318]، وفي «كتاب النَّبيِّ صلعم إلى قيصر وكسرى» [خ¦4424]، و«تفسير سورة براءة» [خ¦4657]، و«الممتحنة» [خ¦4891]، و«الذبائح» [خ¦5527]، و«الاستئذان» [خ¦6240]: «حدَّثنا إسحاق: حدَّثنا يعقوب»، نسبه ابن السكن في بعض هذه المواضع: إسحاق بن إبراهيم؛ يعني: ابنَ راهويه، وقد أتى «إسحاق» هذا عن «يعقوب» منسوبًا من رواية الأصيليِّ وابن السكن في «الحجِّ» في موضعين، فقال في «باب الفتيا على الدابة» / «حدَّثنا إسحاق بن نصر: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم...» فذكره [خ¦1738]، وقال في «باب حجِّ الصبيان»: «حدَّثنا إسحاق: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم: حدَّثنا ابن أخي ابن شهاب...» فذكره [خ¦1857]، نسبه الأصيليُّ وحده في هذا الموضع: إسحاق بن منصور، وذكر أبو نصر: أنَّ إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور يرويان عن يعقوب بن إبراهيم هذا، وهو يعقوب ابن إبراهيم بن سعد)، انتهى ببعض تلخيص، ولم ينسبه شيخُنا ولا المِزِّيُّ.
          قوله: (حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه محمَّد بن عبد الله بن مسلم، وتَقَدَّم مترجمًا [خ¦369]، وتَقَدَّم عمُّه مرارًا كثيرةً أنَّه محمَّد بن مسلم ابن شهاب، و(مَرْوَانُ) و(المِسْوَرُ) تَقَدَّما قريبًا وبعيدًا أنَّهما روياه عن صحابةٍ مبهمين، وأنَّه لم يطرِّفه المِزِّيُّ عن صحابة مبهمين [خ¦4178].
          قوله: (فِي عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ): تَقَدَّم أنَّها في ذي القعدة سنة ستٍّ، وأنَّ (الحديبية) بالتخفيف والتشديد [خ¦4/70-407]، و(سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو): من مُسْلِمة الفَتْح، تَقَدَّم مترجمًا [خ¦2711]، وتَقَدَّم أنَّ المدَّة كانت عشر سنين _على الصحيح من ثلاثة أقوال_ على ترك الحرب [خ¦7].
          قوله: (لَا يَأْتِيكَ مِنَّا أَحَدٌ...) إلى آخره: الصلح على ردِّ المسلم إلى دار الكفر فيه كلامٌ للعلماء، ذكره السُّهيليُّ في «روضه» على «سيرة ابن هشام»؛ فانظره.
          قوله: (وامَّعَظُوا): تَقَدَّم الكلام عليه معنًى وضبطًا في (كتاب الشروط) [خ¦2711]، وهو في أصلنا بالظاء المشالة، وتشديد الميم مفتوحة، وفي الهامش بالضادِ والتاء.
          قوله: (فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ صلعم أَبَا جَنْدَلِ بْنَ سُهَيْلٍ): تَقَدَّم أنَّ اسم (أبي جندل) العاصي، وهو أخو عبد الله بن سهيل، شهد عبد الله بدرًا مع النَّبيِّ صلعم(1)، وكان إسلامه قبل ذلك، وأوَّل مشاهد أبي جندل الفتح [خ¦53/7-4217]، قال ابن سيِّد الناس: (وإنَّما ذكرت ذلك؛ ليُعلَم الفرق بينهما، فقد ذُكِرَ أنَّ بعض من ألَّف في الصَّحابة سَمَّى أبا جندل عبد الله، وليس كذلك)، انتهى، وقد ذكر غير واحد من الحفَّاظ: أنَّ اسم أبي جندل العاصي، قال بعضُهم: (قال موسى بن عقبة: ولم يزل أبو جندل وأبوه سُهيل مجاهِدَين بالشام حتَّى تُوفِّيا)، انتهى، وقد تُوفِّيا في خلافة عمر ♥.
          قوله: (وَكَانَت(2) أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أبِي مُعَيْطٍ): (أمُّ كلثوم) هذه: أَمَويَّةٌ، لها صحبة، وهي أخت عثمان بن عَفَّان ☺ لأمِّه، أسلمت وهاجرت سنة ░7هـ▒، وسيأتي أنَّها هاجرت عام الحديبية، فتزوَّجها زيد بن حارثة، فاستُشهد يوم مؤتة، فتزوَّجها الزُّبَير بن العوَّام، ثُمَّ طلَّقها، فتزوَّجها عبد الرحمن بن عوف، فمات عنها، فتزوَّجها عمرو بن العاصي، فماتت عنده، روى عنها ابناها إبراهيم وحميد ابنا عبد الرحمن بن عوف، وبُسرة بنت صفوان، قال الذَّهبيُّ: (قيل: صَلَّتِ القبلتين، وهاجرت إلى المدينة عام الحديبية ماشيةً ♦)، أخرج لها(3) البُخاريُّ، ومسلمٌ، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، وقد تَقَدَّمت [خ¦2692]، ولكن طال العهد بها.
          قوله: (وَهيَ عَاتِقٌ): قال الدِّمياطيُّ: (قال الخليل: العاتق: الشابَّة، وقيل: التي أدركت، وقيل: التي أشرفت على البلوغ)، انتهى، وقد قدَّمتُ الكلام على (العاتق) مطوَّلًا في (العيدين) [خ¦324].
          قوله: (فَجَاءَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلعم): تَقَدَّم أنَّ أهلَها هم أخواها عُمارة والوليد، كذا في «سيرة ابن سيِّد الناس»، والله أعلم، وقد تَقَدَّم ما فيه [خ¦2711].
          قوله: (أَنْ يَرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ): (يَرجع): بفتح المثنَّاة تحت؛ لأنَّه متعدٍّ، قال الله تعالى: {فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ}[التوبة:83]، وقال تعالى: {يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ}[سبأ:31]، وهو في أصلنا كان مضموم الأوَّل، وقد أُصلحت، والرُّباعيُّ لغة هُذيل، وقد تَقَدَّم الكلام على (رجع) [خ¦621].
          قوله: (قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ): هذا معطوف على السند الذي قبله، أخرجه البُخاريُّ بسند الذي قبله إلى الزُّهريِّ، عن عروة، عن عائشة، والذي قبله: الزُّهريُّ، عن عروة، عن المسور ومروان، وقد أخرج حديث الزُّهريِّ عن عروة، عن عائشة في (الطلاق) عن إسحاق، عن يعقوب، عن ابن أخي الزُّهريِّ، عنه به، والله أعلم.
          قوله: (وَعَنْ عَمِّهِ قَالَ: بَلَغَنَا): فقوله: (وعن عمِّه)؛ يعني: بالسند المُتَقدِّم؛ وهو: عن إسحاق، عن يعقوب، عن ابن أخي الزُّهريِّ _وتَقَدَّم أنَّ اسمه عبد الله بن مسلم_ عن عمِّه؛ وهو الزُّهريُّ، ولم أر هذا في «الأطراف»، وليس تعليقًا، وإنَّما هو معطوف على السند الذي قبله، فذكر ما ذكر بلاغًا، والله أعلم.
          قوله: (وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا بَصِيرٍ...)؛ فذكره بطوله: قائل: (وبلغنا...) إلى آخره؛ هو الزُّهريُّ محمَّد ابن مسلم، وهذا البلاغ هو بالسند الذي قبله؛ فاعلمه، و(أبو بصير): تَقَدَّم الكلام عليه ضبطًا وترجمة في (الشروط) [خ¦2731]؛ فانظره، ولم أر هذا أيضًا في «الأطراف»، والله أعلم.


[1] زيد في (أ): (بدرًا)، ولعلَّ حذفها هو الصَّواب.
[2] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (فكانت).
[3] في (أ): (له).