التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: يقبض الصالحون الأول فالأول

          4156- قوله: (أَخْبَرَنَا(1) عِيسَى): (عيسى): هذا هو ابن يونس بن أبي إسحاق، أحد الأعلام في الحفظ، والعبادة، عن أبيه، وهشام بن عروة، والأعمش، وخلق، وعنه: حَمَّاد بن سلمة مع تَقَدُّمه وجلالته، وابن المدينيِّ، وإسحاق ابن راهويه، وابن عرفة، وأمم، وكان يحجُّ سنة، ويغزو سنة، مات سنة ░187هـ▒، وقد تَقَدَّم [خ¦1200]، أخرج له الجماعة، و(إِسْمَاعِيلُ) بعده: هو ابن أبي خالد، و(قَيْسٌ): هو ابن أبي حازم، و(مِرْدَاسٌ الأَسْلَمِيُّ): هو مرداس بن مالك الأسلميُّ من أصحاب الشجرة، له حديث: «يذهب الصالحون...» [خ¦6434]؛ الحديث، وعنه: قيس بن أبي حازم، وزياد بن عِلاقة، كذا قيل، وفيه نظر يأتي قريبًا، أخرج له البُخاريُّ، قال الدِّمياطيُّ: (ليس لعبَّاس _كذا كُتِب عن الدِّمياطيِّ، وصوابه: لمرداس_ سوى هذا الحديث، لم يروه عنه غير قيس بن أبي حازم، انفرد البُخاريُّ بهذا الحديث عن الأئمَّة الخمسة)، انتهى، وهو كما قال، ليس له في الكتب شيء سوى هذا الحديث، وقد انفرد به البُخاريُّ، وهو موقوف لفظًا مرفوع معنًى؛ لأنَّه لا مجال للاجتهاد فيه، وقد تَقَدَّم الكلام على مثله [خ¦3364] [خ¦3648]، ووقع في أصلنا عنه غيرَ مصروف، وبين الأسطر صرفه، وعلى الأوَّل: كأنَّه على نيَّة الوقف، وفي الوقف كذا يوقف عليه على مذهبٍ للعرب.
          فائدة: ذكر المِزِّيُّ والذَّهبيُّ في «فروع المِزِّيِّ» في ترجمة مرداسٍ الأسلميِّ: أنَّه روى عنه زياد بن عِلاقة أيضًا، وليس كذلك؛ إنَّما الذي روى عنه زيادُ بن عِلاقة مرداسُ بن عروة صحابيٌّ آخر، قال شيخنا العراقيُّ: (وهذا ممَّا لا أعلم فيه خلافًا)، وممَّن ذكره كذلك البُخاريُّ في «التاريخ الكبير»، وابن أبي حاتم في «الجرح والتَّعديل»، وابن حِبَّان في «الصَّحابة»، وأبو عبد الله بن منده في «معرفة الصَّحابة»، والطبرانيُّ في «الكبير»، وأبو عمر في «الاستيعاب»، وابن قانع في «معجم الصَّحابة»، وغيرهم، قال شيخنا العراقيُّ: (وإنَّما نبَّهت عليه؛ لئلَّا يغتَّر من يقف على كلام المِزِّيِّ بذلك؛ لجلالته)، والله أعلم، انتهى، وقد أحسن الذَّهبيُّ في «تجريده»؛ حيث لم يذكر في ترجمة مرداس راويًا عنه سوى قيس بن أبي حازم، فقال: (مرداس بن مالك الأسلميُّ عدادُه في الكوفيِّين، شهد الحديبية، وعنه: قيس بن أبي حازم)، انتهى، وذكر في ترجمة مرداس بن عروة: أنَّه روى عنه زياد بن عِلاقة، والله أعلم.
          قوله: (يُقْبَضُ الصَّالِحُونَ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ): (يُقبَض): مبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعله، و(الصالحون): نائب مناب الفاعل، و(الأوَّلُ فالأوَّلُ): مرفوع صفة لـ(الصالحين)، أو بدل منهم، ويجوز نصبه على الحال، والله أعلم.
          قوله: (وَتَبْقَى حُفَالَةٌ؛ كَحُفَالَةِ التَّمْرِ وَالشَّعِيرِ): (الحُفَالة): بضمِّ الحاء المهملة، وتخفيف الفاء، وهي الحثالة أيضًا، قال الأصمعيُّ: (يقال: هو من حُفالتهم؛ أي: ممَّن لا خير فيه منهم، قال: وهو الرَّذْل من كلِّ شيء)، انتهى.


[1] كذا في (أ) و«اليونينيَّة»، وفي (ق): (حدثنا).