التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: لا عدوى

          ░54▒ (بَابُ لَا عَدْوَى).
          أحاديثه سَلَفَت:
          5772- حديث ابن عُمرَ: (لاَ عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ)، سلف في باب الطِّيَرَةِ [خ¦5753].
          5773- 5774- 5775- وحديث أبي هُرَيْرَةَ: (لَا تُورِدُوا المُمْرِضَ عَلَى المُصِحِّ).
          وحديثه: (لاَ عَدْوَى، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ...)، سلف في الباب قبله [خ¦5771].
          5776- وحديث أنسٍ ☺: (عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، ويُعْجِبُنِي الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ). وسلف في باب الفأل [خ¦5756].
          لا جَرَمَ أهملَ ابنُ بطَّالٍ هذا الباب مِن أصلهِ، قال سُحْنُون: إنَّما لم يورِد المُمرِض على المُصِحِّ خشيةَ أن ينال إبله الدَّاء فيكذِّبَ بالحديث فيأثمَ، وقيل: لِمَا يتأذَّى به المصِحُّ مِن الرُّؤية القَذِرة المنفِّرة، لا على أنَّ المرضَ يُعدي، قال أبو عُبَيْدٍ: وحملَهُ بعضُ النَّاس على خوف الإعداء وهو مِن شرِّ ما حُمِل عليه الحديث، لأنَّه رخَّص في التَّطيُّر، وكيف تقول هذا ورَسُول اللهِ صلعم ينهى عن الطِّيَرَةِ ويقول: (لَا عَدْوَى)، ولكن وجه الحديث عندي أنه خاف أن ينزلَ بهذه الصَّحيحة أمرٌ فيظنَّ المصِحُّ سببَ ذلك الإعداءُ، ألا تراه يقول في الحديث: ((فمَنْ أَجْرَبَ الأوَّلَ؟)) وقيل: رُبَّما علَّق ذلك بالصَّحيحة فكان ذلك سببًا للمرضِ بَقَدَر الله تعالى، وقد أسلفنا عن عيسى بن دِيْنارٍ أنَّه منسوخٌ بحديث: (لَا عَدْوَى ولا طِيَرَة)، وقال يحيى بن يحيى: سمعتُ أنَّ تفسيرَه: أنَّ الرجل يكون به الجُذَام فلا ينبغي له أن يحلَّ محلَّة الصَّحيح لأنَّه يُؤذِيه، وإن كان لا يُعْدي فالأنفسُ تكرَههُ، وإنَّما نهى عن ذلك للأذى لا للعدوى، وإنِّي لأكرَهُ لصاحبِ الإبلِ أن يحمِلَ على الصَّحيح مِن الماشية إلَّا أن لا يجد عن ذلك غَنَاءً فيردَّ، وقد أسلفنا ذلك فيما مضى.
          وقوله: (فَيَأْتِيهِ البَعِيرُ الأَجْرَبُ فَتَجْرَبُ) هو بفتح الراء، يُقال: جَرِبَ الجمل _بالكسر_ فهو أَجْرَب.