التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: العين حق

          ░36▒ (بَابٌ الْعَيْنُ حَقٌّ).
          5740- ذكر فيه حديثَ أبي هُرَيْرَةَ ☺: (عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: العَيْنُ حَقٌّ. وَنَهَى عَنِ الوَشْمِ).
          الشرح: معناهُ الإصابة بها حقٌّ، ولها تأثيرٌ في النُّفوس إبطالًا لمن زعمَ مِن الطَّبائعيِّين أنَّه لا شيء إلَّا ما تُدركه الحواسُّ الخمسُ، وما عداها فلا حقيقةَ له.
          وقوله: (وَنَهَى عَنِ الوَشْمِ) هو بالشين المعجمة مصدرُ وَشَمَ: إذا غَرَزَ بإبرةٍ ثمَّ ذرَّ عليها النَّؤور وهو النِّيْلَج، والاسم أيضًا الوَشْم.
          فائدةٌ: روى مالكٌ عن حُمَيدِ بن قَيْسٍ أنَّه ◙ قال لحاضنةِ ابنَي جَعْفَرٍ: ((ما لي أراهُما ضَارِعَين؟)) فقالت: يا رَسُول اللهِ، تُسرِع إليهما العينُ، فقال ◙: ((اسْتَرْقُوا لهُمَا، فلو سَبقَ شيءٌ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العينُ)).
          قال أبو عبد الملك: واختلف المتأخِّرُون: هل يُقضى على العائِنِ بالوضوءِ أم لا؟ والصَّواب: نعم؛ لأنَّه ◙ أمرَ عامرَ بن رَبِيْعَة أن يغتسل لِسَهْلٍ فاغتسلَ.