التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب ذات الجنب

          ░26▒ (بَابُ ذَاتِ الْجَنْبِ).
          5718- ذكر فيه حديثَ أُمِّ قَيْسٍ السَّالفَ [خ¦5715]، وفي آخره: (فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ. يُرِيدُ الْكُسْتَ يَعْنِي الْقُسْطَ، قَالَ: وَهِيَ لُغَةٌ).
          5719- 5720- 5721- وحديثَ حمَّادٍ قَالَ: (قُرِئَ عَلَى أَيُّوبَ مِنْ كُتُبِ أَبِي قِلَابَةَ، مِنْهُ مَا حَدَّثَ بِهِ وَمِنْهُ مَا قُرِئَ عَلَيْهِ، وَكَانَ هَذَا فِي الْكِتَابِ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ وَأَنَسَ بْنَ النَّضْرِ كَوَيَاهُ، وَكَوَاهُ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِهِ).
          قال الإسْمَاعِيلِيُّ: وكأنَّ هذا في الكتاب غير مسموعٍ، وأمَّا أبو نُعَيمٍ فرواه عن أبي القاسِمِ: حدَّثنا مُحَمَّد بن حبَّان المَازِنيُّ، حدَّثنا مُحَمَّد بن عُبَيْد بن حساب، حدَّثنا حمَّاد بن زيْدٍ قال: قرأ جريرُ بن حازمٍ كُتُبَ أبي قِلابة، فقال أيُّوبُ: قد سمعتُهُ مِن أبي قِلابةَ عن أنسٍ.
          قال البُخَارِيُّ: (وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَذِنَ رَسُولُ اللهِ صلعم لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنْ يَرْقُوا مِنَ الحُمَةِ وَالأُذُنِ. قَالَ أَنَسٌ: كُوِيتُ مِنْ ذَاتِ الجَنْبِ وَرَسُولُ اللهِ صلعم حَيٌّ، وَشَهِدَنِي أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو طَلْحَةَ كَوَانِي).
          وهو مِن أفراده، قال الإسْمَاعِيلِيُّ: لم يذكر البُخَارِيُّ حديثَ عبَّادٍ لأنَّه ليس مِن شرطِه، ولقد أخبرَنيه الحَسَنُ: حدَّثنا إبراهيمُ بن سعيدٍ، حدَّثنا رَيْحانُ _هو ابن سَعِيدٍ_ عن عبَّادٍ عن أيُّوبَ... الحديث.
          ورواه أبو نُعَيمٍ مِن حديثِ ابن نَاجِيَةَ: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا رَيْحانُ... فذكره، وقال: ذكرَه البُخَارِيُّ عن عبَّاد استشهادًا.
          قوله: (وَالأُذُنَ) أي وجَعُ الأُذُن، و(الحُمَة) سمُّ كلِّ شيءٍ يَلْدَغُ، عن صاحب «العين»، وسلف مبسوطًا، ومعنى (مِنَ الحُمَةِ): أي مِن لَدْغة ذي حُمَةٍ كالعَقْرب وشبهها.
          وفيه أنَّ ذات الجَنْبِ تُداوى بالقُسط وبالكيِّ أيضًا، وفيه جوازُ الكيِّ والاسترقاءِ، وقد سلف ما للعلماء فيه.