التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب رقية النبي صلعم

          ░38▒ (بَابُ رُقْيَةِ النَّبِيِّ صلعم).
          ذكر فيه خمسةَ أحاديث:
          5742- أحدها: حديث عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: (دَخَلْتُ مَعَ ثَابِتٍ عَلَى أنَّسِ بْنِ مَالِكٍ ☺، فَقَالَ ثَابِتٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، اشْتَكَيْتُ، فَقَالَ أَنَسٌ: أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلعم؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا).
          5743- ثانيها: حديث مُسْلِمٍ: (عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عائِشَةَ ♦: أَنَّه ◙ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسَ، واشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا. قَالَ سُفْيَان: حَدَّثْتُ بِهِ مَنْصُورًا عَنْ إبراهيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عائِشَة نَحْوَهُ).
          وترجم عليه / بعدُ [خ¦5750]: بابُ مَسْح الرَّاقي الوَجَعَ بيده اليُمنى.
          5744- ثالثها: حديثُها أيضًا أَنَّه صلعم: (كَانَ يَرْقِي يَقُولُ: أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إلَّا أَنْتَ).
          5745- رابعها: حديثُها أيضًا أنَّه ◙: (كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا وَرِيقَةُ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا).
          5746- خامسها: عنها بلفظٍ: كَانَ يَقُولُ فِي الرُّقْيَة: (تُرْبَةُ أَرْضِنَا...) إلى آخره، بزِيَادة (بِإِذْنِ رَبِّنَا).
          في هذه الأحاديث بيانٌ واضحٌ على جواز الرُّقْيَة بكلِّ ما كان دعاءً للعليل بالشفاء، وذلك أنَّه ◙ كان إذا عاد مريضًا قال ما سلف، ذلك كانت رُقْيَتهِ التي يَرْقِي بها أهل العِلل، وإذا كان ذلك دعاءً ومسألةً للعليل بالشفاء فمثلُهُ كلُّ ما يُرقى به ذو علَّةٍ مِن رُقْيَةٍ إذ كان دعاءً لله ومسألةً مِن الرَّاقي ربَّه للعليل الشِّفاءَ في أنَّه لا بأس به.
          وذكر عبد الرزَّاق عن مَعْمَرٍ قال: الرُّقْيَة التي رَقَى بها جبريلُ رَسُولَ اللهِ: ((بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، واللهُ يشفيكَ مِن كلِّ شيءٍ يُؤذِيكَ ومِن كلِّ عينٍ وحاسِدٍ، وباسمِ اللهِ أرْقِيكَ))، ومعنى مَسْحِهِ موضعَ الوَجَع بيده في الرُّقْيَة _والله أعلم_ تفاؤلًا بذهاب الوَجَع بمسحهِ بالرُّقى.