التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الدواء بالعجوة للسحر

          ░52▒ (بَابُ الدَّوَاءِ بِالْعَجْوَةِ لِلسِّحْرِ).
          5768- ذكر فيه حديثَ عَامِرِ بْنُ سَعْدٍ: (عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم: مَنْ اصْطَبَحَ كُلَّ يَوْمٍ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ ذَلِكَ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَبْعَ تَمَرَاتٍ).
          5769- ثُمَّ ساقَه إليه أيضًا مرفوعًا كذلك، وقد سلف في الأطعمة [خ¦5445].
          قال ابن التِّين: أي أكلَهُنَّ / في الصَّباح قبلَ أن يأكلَ شيئًا. قلتُ: تؤيِّدُهُ رواية ابن نُمَيرٍ عن هِشَامٍ عن أبيه، عن عائِشَة ♦ أنَّها كانت تأمُرُ مِن الدَّواء بسبْعِ تَمَراتٍ عَجْوَةٍ في سَبْعِ غَدَواتٍ على الرِّيْقِ. قال الدَّاوُدِيُّ: والعَجْوَةُ مِن وَسَط التَّمْرِ، قال القزَّاز: وهي ممَّا غَرَسَ رَسُولُ اللهِ صلعم بالمدينة، وكذا قال ابن الأثير: أنَّها نوعٌ مِن تمر المدينة أكبرُ مِن الصَّيْحَانيِّ يضرِبُ إلى السَّواد مِن غرْسِ رَسُول اللهِ صلعم.
          وقال الجَوْهَرِيُّ: إنَّها ضَرْبٌ بها مِن أجود التمر، ونخلُها يُسمَّى لِيْنَةً، وقيل: هذا ما لا يُعقل معناه في طريقة عِلْم الطبِّ، ولو صحَّ أن يخرجَ لمنفعةِ التمر في السُّمِّ وجهٌ مِن جهة الطبِّ لم يقدِر على إظهار وجه الاقتصار في العدد على سبعٍ، ولا على الاقتصار على العَجْوَة، ولعلَّ ذلك كان لأهل زمنِه ◙، وقيل: يجعل الله الشِّفاءَ فيما شاء مِن عَجْوَةٍ وعَدَدٍ، وقيل: أراد نخلًا بعينهِ وهو لا يُعرف الآن.
          والسُّمُّ سينُه مثلَّثةٌ، ولم يذكر ابن التِّين الكسرَ، وكونُها عَوْذَةٌ مِن السمِّ تبرُّكًا لدعوةٍ سَبَقَت من رَسُول اللهِ صلعم، لا أنَّ طبْعَ التَّمر ذلك، قاله الخطَّابيُّ.