التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب رقية الحية والعقرب

          ░37▒ (بَابُ رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ).
          5741- ذكر فيه حديثَ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ الْأَسْوَدِ: (عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ عائِشَةَ ♦ عَنِ الرُّقْيَةِ مِنَ الْحُمَةِ، فَقَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صلعم في الرُّقْيَةِ مِن كلِّ ذِي حُمَةٍ).
          وقد سلف الكلامُ على الحُمَةِ في باب مَنِ اكتوى واضحًا، وهذا الحديثُ يبيِّنُ ما رُوي عن عليٍّ وابن مَسْعُود ☻ أنَّهما قالا: الرُّقَى والتَّمَائمُ والتِوَلَةُ شِرْكٌ، أنَّ المراد بذلك رُقَى الجاهليَّة وما يُضَاهِي السِّحرَ مِن الرُّقَى المكروهة.
          روى ابن وَهْبٍ عن يُونُسَ بنِ يَزِيدَ عن ابن شِهَابٍ قال: بَلَغَني عن رجالٍ مِن أهل العلم أنَّهم كانوا يقولون: إنَّهُ ◙ نهى عن الرُّقَى حتَّى قَدِم المدينةَ، وكان الرُّقَى في ذلك الزمن فيها كثيرٌ مِن كلام الشِّرك، فلمَّا قَدِم المدينةَ لُدِغَ رجلٌ مِن أصحابه، فقالوا: يا رَسُول اللهِ، قد كان آل حَزْمٍ يَرْقُون مِن الحُمَة، فلمَّا نهيتَ عن الرُّقَى تركوها، فقال صلعم: ((ادْعُوا لي عُمَارَة))، وكان قد شهد بدرًا، فقال: ((اعْرِضْ عليَّ رُقيَتَك))، فَعَرَضَها عليه، فلم يرَ بها بأسًا وأَذِن له فيها.