عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر
  
              

          ░97▒ (ص) بَابُ مَنْ صَفَّ أَصْحَابَهُ عِنْدَ الهَزِيْمَةِ، وَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَاسْتَنْصَرَ.
          (ش) أَيْ: هذا بابٌ في ذكر مَن صَفَّ أصحابه عِنْدَ هزيمتهم، وثبت هو ونزل عَن دابَّته، واستنصر الْلَّه تعالى، وهذا كان يوم حُنين حَيْثُ انقلب أصحاب النَّبِيِّ صلعم منهزمين مِن عدوِّهم؛ كما وصفهم الْلَّه تعالى: {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}[التوبة:25]، وثبت النَّبِيُّ صلعم ، وذلك لِمَا خصَّه الْلَّه تعالى مِنَ الشجاعة والنِّجْدة، فنزل عَن بغلته واستنصر؛ يعني: دعا الْلَّه تعالى بالنصرة، فنصره الْلَّه؛ إذ رماهم بالتراب؛ كما يأتي بيانه مستقصًى في (الْمَغَازِي)، ونزوله كان بسبب الرَّجَّالة الباقين معه؛ ليتأسَّوا به.