عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ناقة النبي
  
              

          ░59▒ (ص) بابُ نَاقَةِ النَّبِيِّ صلعم .
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ ذِكر ناقة النَّبِيِّ صلعم ، وفي بعض النُّسَخ: <باب ناقة النَّبِيِّ صلعم القَصْوَاء وَالعَضبَاء>.
          (ص) قَالَ ابْنُ عُمَرَ ☻: أَرْدَفَ النَّبِيُّ صلعم أُسَامَةَ عَلَى الْقَصْوَاءِ.
          (ش) هذا التعليق رواه ابن مندة في كتاب «الأَرداف» مِنْ طَرِيق عاصم بن عُبَيْد اللهِ عن سالم عَن أبيه، فذكره مِن غير ذكر القصواء، وقال ابن التِّين: ضُبِطَت «القُصْوَى» بِضَمِّ القاف والقصر، وهي عِنْدَ أهل اللغة بالفتح والمدِّ، وقال ابن قُرْقُولَ: هي المقطوعة ربع الأُذُن، والقصر خطأٌ، وهي التي هاجر النَّبِيُّ صلعم عليها، ويقال لها: العضباء، ابتاعها أبو بكر ☺ مِن نَعَم بني الحريش، والجَدْعاء وكانت شَهْباء، وكان لا يحمله إذا نزل عليه الوحيُ غيرُها، وتُسمَّى أَيْضًا الحَنَّاء، والسَّمْراء، والعُرَيْس، والسَّعْدِيَّة، والبَغُوم، واليَسِيرَة، والرَّيَّا، وبَرْدَة، والمَرْوة، والجَعْدة، ومَهْرة، والشَّقْراء، وفي «المحكَم»: «القَصَا» حذفٌ في طرف أُذُن الناقة والشاة، وهو أن يقطع منه شيءٌ قليل، وقد قَصَاها قَصْوًا، وقَصَّاها، وناقة قَصْواء ومَقْصُوَّة، وجملٌ مَقْصُوٌّ وأَقْصى، وأنكر بعضهم «أَقْصى»، وقال اللِّحيانيُّ: بعيرٌ أَقْصَى ومُقْصَى ومَقْصُوٌّ، وناقة قَصْوَاء ومُقْصَاة ومَقْصُوَّة: مقطوعة طرف الأذن، والقَصِيَّة مِنَ الإبل: الكريمة التي لا تجهد في حلبٍ ولا حَمْل، وقيل: القصيَّة من الإبل: رُذالتُها، وقال الجَوْهَريُّ: كانت ناقةَ النَّبِيِّ صلعم ، لم تكن مقطوعةَ الأذن، وجزم ابن بَطَّالٍ بأنَّ القصواء مِنَ النوق التي في أذنها حَذفٌ، يقال منه: ناقة قَصواء، وبعير مُقْصَى، وقال أبو عُبَيْد: العضباء: مشقوقة الأذن، وقال ابن فارس: العضباء: لقبٌ لها، وقَالَ الكَرْمَانِيُّ: وأَمَّا ناقة رَسُول اللهِ صلعم التي كانت تسمَّى العضباء؛ إِنَّما كان ذلك لقبًا لها، ولم تكن أذنها مشقوقةً، وقال صاحب «العين»: ناقة عَضْباء: مشقوقة الأذن، وشاة عَضْباء: مكسورة القَرْن، و«العَضْب» القَطع، وقد عَضَبَهُ / يَعْضِبُه؛ إذا قطع.
          (ص) وَقَالَ الْمِسْوَرُ: «مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ».
          (ش) (الْمِسْوُرُ) بكسر الميم، ابن مَخرَمَة بن نوفل، له ولأبيه صُحبة، وهذا التعليق ذكره البُخَاريُّ مسندًا في (كتاب الشروط) في (باب الشروط في الجهاد) مطوَّلًا.
          قوله: (مَا خَلأَتِ) أَيْ: ما وقفت وما بركت.