عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء
  
              

          ░3▒ (ص) باب الدُّعَاءِ بِالْجِهَادِ وَالشَّهَادَةِ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.
          (ش) أَيْ: هذا بابٌ فِي بيان الدعاء بالجهاد بأن يقول: اللَّهُمَّ ارزقني الجهاد، أو اللَّهُمَّ اجعلني مِنَ المجاهدين.
          قوله: (وَالشَّهَادَةِ) أَي: الدعاء بالشهادة، بأن يقول: اللَّهُمَّ ارزقني الشهادة فِي سبيلك.
          قوله: (لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ) متعلِّق بالدعاء، وأشار به إلى أنَّ هذا غير مخصوصٍ بالرِّجَال، وإِنَّما هم والنِّسَاء فِي ذَلِكَ سواء.
          (ص) وَقَالَ عُمَرُ ☺ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي بَلَدِ رَسُولِكَ.
          (ش) هذا التعليق مطابقٌ للدعاء بالشهادة فِي الترجمة.
          وَقَدْ مَضَى هذا موصولًا فِي آخر (الحجِّ) بأتمَّ منه، رواه عن يَحْيَى ابن بُكَيْرٍ عن الليث عن خَالِد بن يزيد عن سَعِيد بن أَبِي هلال عن زيد بن أسلم عَن أبيه عن عُمَر ☺ : اللَّهُمَّ ارزقني شهادةً فِي سبيلك، واجعل موتي فِي بلد رسولك، وَأَخْرَجَهُ ابن سعدٍ في «الطبقات الكبير» عن حفصة ♦ زوج النَّبِيِّ صلعم : أنَّها سَمِعَتْ أباها يقول: اللَّهُمَّ ارزقني قتلًا فِي سبيلك، ووفاةً فِي بلدة نبيِّك، قالت: قُلْت: وأنَّى ذاك؟ قال: إنَّ الله يأتي بأمره أنَّى شاء.