عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
  
              

          ░152▒ (ص) بابٌ: إِذَا أحَرَقَ الْمُشْرِكُ الْمُسْلِمَ؛ هَلْ يُحْرَقُ؟
          (ش) أَيْ: هذا بابٌ يذكر فيه إذا أحرق المشركُ الرجلَ المسلم هل يُحرق هذا المشرك جزاءً بفعله؟ وأَحْرق يُحْرَق مِن (باب الإفعال)، وفي بعض النُّسَخ: <إذا حَرَّق> بتشديد الراء، مِنَ التحريق، وكذلك: <يُحَرَّقُ> بالتشديد قيل: كان اللائق أن يذكر هذه الترجمة قبل بابين، فلعلَّ تأخيرها مِن تصرُّف النقلة.
          قُلْت: ذكره هذه الترجمة في ذاك الموضع ليس بأمرٍ مهمٍّ، فلا يحتاج نسبة ذلك إلى تصرُّف النقلة.
          ثُمَّ قال قائلُ هذا القول: ويؤيِّد ذلك أنَّهما _أَيْ: أنَّ البابين المذكورين قبل هذا الباب_ سقطا جميعًا للنَّسَفِيِّ، وثبتت عنده ترجمة: «إذا حَرَّق المشرك...» تلو ترجمة: «لا يُعَذَّب بعذَاب اللَّه».
          قُلْت: لا يلزم مِن سقوط هذين البابين عنده تأييدُ ما ذكره؛ لأنَّ الساقط معدومٌ، والمعدوم لا يؤيِّد ولا يؤكِّد.