عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الصلاة إلى السرير
  
              

          ░99▒ (ص) بَابُ الصَّلَاةِ إِلَى السَّرِيرِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ حكمِ الصلاة إلى السَّرير، ومرادُه: على السَّرير؛ لأنَّ لفظَ الحديث: (فيتوسَّط السَّرير فيُصلِّي)، فهذا يدلُّ على أنَّهُ يُصلِّي على السَّرير، على أنَّ في بعض النُّسَخ: <باب الصلاة على السَّرير>، نبَّه عليهِ الكَرْمَانِيُّ، وقال: حروفُ الجَرِّ يُقامُ بعضُها مُقامَ البعضِ.
          فَإِنْ قُلْتَ: قولُه: (فيتوسَّط السرير) يشمل ما إذا كان فوقه أو أسفَلَ منه.
          قُلْت: لا نُسلِّم ذلك؛ لأنَّ معنى قوله: (فيتوسَّط السرير) : يجعلُ نفسَه في وَسَطِ السَّرير.
          فَإِنْ قُلْتَ: ذكر البُخَاريُّ في (الاستئذان) حديث الأَعْمَش عن مسلمٍ، عن مسروقٍ، عن عائشة: (كان يُصلِّي والسريرُ بينه وبين القِبْلةِ)، فهذا يُبيِّنُ أنَّ المراد مِن حديث الباب: أسفل السرير.
          قُلْت: لا نُسلِّمُ ذلك؛ لاختلاف العبارتينِ مَعَ احتمال كونِهما في الحالتين، فإذا علمتَ هذا؛ علمتَ أنَّ قولَ الإسماعيليِّ: (بأنَّه دالٌّ على الصلاة على السرير، لا إلى السرير) غيرُ وارِدٍ، يظهرُ ذلك بالتأمُّل.