عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قدر كم ينبغي أن يكون بين المصلى والسترة
  
              

          ░91▒ (ص) بَابُ قَدْرِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الْمُصَلِّي وَالسُّتْرَةِ؟
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ قَدْرِ كَمْ ذراعٍ ينبغي أن يكونَ بين المُصلِّي والسُّترة؟
          وقد عُلِمَ أنَّ لفظةَ (كَمْ) _سواءٌ كانت استفهاميَّةً أو خبريَّةً_ لها صدرُ الكلام، وإِنَّما قَدَّم لفظةَ (القَدْر) عليها؛ لأنَّ المضافَ والمضافَ إليه في حكم كلمةٍ واحدة، ومميِّز (كَمْ) محذوفٌ؛ لأنَّ الفعلَ لا يقع مميِّزًا، والتقدير: كم ذراعٍ، ونَحْوه؛ كما ذكرنا.
          و(المُصَلِّي) بكسر اللام: اسمُ فاعل، قيل: يحتملُ أن يكونَ بفتح اللام؛ أي: المكان الذي يُصلِّي فيه.
          قُلْت: هذا احتمالٌ [أخَذه قائلُه مِن كلامِ الكَرْمَانِيِّ؛ حيث قال: فَإِنْ قُلْتَ: الحديثُ دلَّ على القَدْرِ الذي بين المصلَّى _بفتح اللام_ والسُّترة، والترجمةُ بكسرِ اللام؟ قُلْت: معناهما متلازِمان، انتهى.
          قُلْت: لا يلزمُ مِن تلازُمِهما عَقلًا اعتبارُ المقدار؛ لأنَّ اعتبارَ المقدار بين المُصلِّي وبين السُّترة، لا بينها وبين]
المكانِ الذي يُصلِّي فيه.