عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد
  
              

          ░81▒ (ص) بَابُ الأَبْوَابِ وَالْغَلَقِ لِلْكَعْبَةِ وَالْمَسَاجِدِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان اتِّخاذ الأبواب للكعبة ولغيرها مِنَ المساجد؛ لأجل صونها عمَّا لا يصلح فيها، ولأجل حفظِ ما فيها مِنَ الأيدي العاديةِ؛ ولهذا قال ابن بَطَّالٍ: اتِّخاذ الأبواب للمساجد واجبٌ، وعلَّل الوجوبَ بما ذكرنا.
          قوله: (وَالْغَلَقِ) بتحريكِ اللَّامِ، وهو المِغْلاقُ؛ وهو ما يُغلَق به الباب.
          (ص) قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: يَا عَبْدَ الْمَلِكِ؛ لَوْ رَأَيْتَ مَسَاجِدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبْوَابَهَا.
          (ش) مطابقته للترجمة في قوله: (الأبواب).
          قوله: (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ) المراد به البُخَاريُّ نفسُه، و(عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) هو الجُعْفِيُّ المسنديُّ، مضى ذكرُه في الباب السابق، و(سُفْيَانُ) هو ابن عُيَينة، و(ابْنُ جُرَيْجٍ) هو عبد الملكِ بنُ جُرَيْج، و(ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ) هو عبد الله بن عُبيد الله بنِ أبي مُليكةَ؛ بِضَمِّ الميم، واسم أبي مُليكةَ زُهَيرُ بن عبد الله بن جُدْعَانَ، التَّيميُّ الأحولُ المَكِّيُّ القاضي.
          قوله: (لَوْ رَأَيْتَ) جزاؤه محذوفٌ؛ / أي: لو رأيتها كذا وكذا، ويحتمل أن تكون (لو) للتمنِّي؛ فلا تحتاج إلى الجزاء، وهذا الكلام يدلُّ على أنَّ هذه المساجدَ كانت لها أبوابٌ وأغلاقٌ بأحسنِ ما يكون، ولكن كانت في الوقت الذي قال ابنُ أبي مليكة لابن جُرَيْج: خرِبَتْ واندرست.