عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ما يستر من العورة
  
              

          ░10▒ (ص) بَابُ مَا يُسْتَرُ مِنَ الْعَوْرَةِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ سترِ العورة، وكلمةُ (ما) مصدريَّة، ويجوز أن تكون موصولةً؛ والتقدير: بابٌ في بيانِ الشيءِ الذي يُستَر؛ أي: الذي يجبُ سترُه، وكلمة (مِن) بيانيَّة في الوجهينِ، ثُمَّ هذا أعمُّ من أن يكون في الصلاة أو خارِجَها، وقيَّد بعضُهم بقولِه: (أي: خارج الصلاة)، فكأنَّه أخَذَ ذلك مِن لفظ (الاحْتِباء) الذي في حديثِ الباب، فَإِنَّهُ قيَّد النهيَ فيه بقوله: (ليس على فَرْجِهِ منه شيء)، وهذا ليس فيه تخصيصٌ بخارج الصلاة، بل النهيُ أعمُّ من أن يكون في الصلاة أو خارجَ الصلاة، ثُمَّ قولُ هذا القائل: (والظاهرُ مِن تصرُّف المصنِّف أنَّهُ يَرى أنَّ الواجبَ سترُ السَّوءَتَين) ليس بشيءٍ؛ لأنَّ الذي يدلُّ على ذلك أيُّ تصرُّف منه ههنا وإن كان مذهبُه ذلك.
          و(العَوْرَة) سَوءَةُ الإنسان وكلُّ ما يُستَحى منه.