عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الصلاة في مرابض الغنم
  
              

          ░49▒ (ص) بَابُ الصَّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان الصَّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ.
          وقد ذكرنا أنَّ (المَرَابِضَ) جمعُ (مَرْبِض) بكسر الباء؛ لأنَّه مِن رَبَضَ يَربِضُ؛ مثل: (ضرب يضرِب)، يقال: ربض في الأرض؛ إذا لصق بها، وأقام ملازمًا لها، واسم المكان: مَرْبِض؛ وهو مأوى الغنم، وربوض الغنم: مثل بروك الإبل، [وفي «الصحاح»: ربوض الغنمِ والبقرِ والفرسِ والكلبِ مثلُ بروك الإبل]، وجثوم الطير، وضبط بعضهم «المِربض» بكسر الميم، وهو غلطٌ.
          وجهُ المناسبةِ بين البابَين من حيث إنَّ المذكورَ في هذا الباب بعينه طرفٌ من الحديثِ المذكورِ في البابِ السابقِ، لكنَّ المذكورَ هناك: (أنَّهُ صلعم كان يحبُّ الصلاة حيث أدركته إذا دخل وقتها، سواء كان في مرابض الغنم أو غيرها)، والمذكورُ ههنا: كان يصلِّي في مَرابِض الغنم قبل أن يُبْنَى المسجدُ.