عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: إذا بدره البزاق فليأخذ بطرف ثوبه
  
              

          ░39▒ (ص) بَابٌ: إِذَا بَدَرَهُ الْبُزَاقُ؛ فَلْيَأْخُذْهُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ يُذكَرُ فيه (إِذَا بَدَرَهُ الْبُزَاقُ) يعني: إذا غلبَ عليه ولم يقدِرْ على دفعِهِ، لكن لا يقال: (بَدَرَهُ) بل يُقالُ: بدرَ إليه، قالَ / الجَوْهَريُّ: بدرتُ إلى الشيءِ أبدُرُ بُدورًا: أسرعتُ، وكذلك: بادرتُ إليهِ، وتبادرَ القومُ: تسارَعُوا.
          وأجابَ بعضُهم عن هذا؛ نصرةً للبُخَاريِّ بأنَّه يُستعمَلُ في المغالبةِ، فيُقالُ: بادرْتُ كذا فبدرَنِي؛ أي: سبقَني.
          قُلْت: هذا كلامُ مَن لم يمسَّ شيئًا مِن علمِ التَّصريفِ، فإنَّ في المغالبةِ يُقالُ: بادرَني فبدرْتُهُ، ولا يقالُ: بادَرْتُ كذا فبدَرَنِي، والفعلُ اللَّازِمُ في باب المغالبةِ يُجعَلُ مُتعدِّيًا بلا حرفِ صلةٍ، يقال: كارَمَني فكرَّمتُهُ، وليس ههنا بابُ المغالبةِ حَتَّى يُقالَ: بدرَهُ.