عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الصلاة على الفراش
  
              

          ░22▒ (ص) بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْفِرَاشِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان الصلاةِ على الفِراش؛ يعني: تجوز.
          و(الفِرَاشُ) هنا: اسمٌ لِما يُفرَش مِن أيِّ نوعٍ كان مِن أنواع ما يُبسَطُ، ويُجمَعُ على (فُرُش)، ويجيءُ مصدرًا مِن (فرشتُ الشيء أفرشُه فِراشًا) : بسطتُه، وهو من (باب: نَصَر ينصُر).
          والمناسبةُ بين البابين ظاهرةٌ.
          (ص) وَصَلَّى أَنَسٌ عَلَى فِرَاشِهِ.
          (ش) هذا التعليقُ وَصَله ابنُ أبي شَيْبَةَ وسعيدُ بن منصور؛ كلاهما عن ابن المبارك عن حُمَيدٍ قال: كان أنسٌ يُصلِّي على فراشِه.
          (ص) وَقَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلعم ، فَيَسْجُدُ أَحَدُنَا عَلَى ثَوْبِهِ.
          (ش) هذا التعليقُ وصله البُخَاريُّ فيما بعدُ في البابِ الذي يليهِ.
          قوله: (أَحَدُنَا) أي: بعضُنا.
          قوله: (عَلَى ثَوْبِهِ) يحتملُ أن يكونَ المرادَ منه بعضُ ثوبه الذي كان لابِسَهُ، نَحْو الفاضِلِ مِن كُمِّه أو ذَيلِه، ويحتملُ أن يكونَ ثوبه الذي يقلعُه مِن جسمه فيسجُد عليه، وحديثه المسنَد يُصرِّح بأنَّ المراد منه بعضُ ثوبه؛ حيث قال فيه: (فيضع أحدُنا طَرَفَ الثوب مِن شدَّة الحرِّ في مكانِ السجود)، على ما يأتي إن شاء الله تعالى.
          ووجهُ مناسبةِ هذا الأثرِ للترجمة ظاهرةٌ؛ وهو أنَّهُ إذا سَجَد على ثوبه؛ يكون ساجدًا على الفِراش؛ / لأنَّه اسمٌ لِما يُبسَطُ؛ كما ذكرنا.