التلقيح لفهم قارئ الصحيح

[تتمة غريب آيات سورة القصص]

          قوله: ({لَتَنُوءُ}: لَتُثْقِلُ): (تُثْقِل): بضمِّ التاء، ثُمَّ مثلَّثة ساكنة، ثُمَّ قاف مكسورة، ثُمَّ لام، كذا في أصلنا، والذي يظهر (لَتَثْقُلُ)؛ بفتح المثنَّاة فوق، وضمِّ القاف، ثُلاثيٌّ لازمٌ؛ لأنَّه متعدٍّ بحرف الجرِّ.
          قوله: (وَالْعُدْوَانُ(1) وَالْعَدَاءُ وَالتَّعَدِّي وَاحِدٌ): (العَدَاء): بفتح العين، وتخفيف الدال، وبالمدِّ، وهو تجاوزُ الحدِّ والظلمُ، يقال: عدا عليه عَدْوًا، وعُدُوًّا، وعَدَاءً.
          قوله: (وَالْجُـَـِذْوَةُ(2): قِطْعَةٌ...) إلى آخره: (الجُـَـِذوة): مثلَّثة الجيم، قرأ عاصمٌ بالفتح، وحمزةُ بالضمِّ، والباقون بالكسر.
          قوله: (وَالأَفَاعِي): جمع (أفعى)، وهو حيَّةٌ، وهو (أفعل)، تقول: هذه أفعًى؛ بالتنوين، والأُفعُوان؛ بضمِّ الهمزة والعين: ذَكَرُ الأفاعي، و(الجَانُّ): حيَّة بيضاء، والجمع: جِنَّان؛ مثل: حائط وحِيطان.
          قوله: (وَالأَسَاوِدُ): إنَّما جُمِع على هذا؛ لأنَّه اسمٌ، ولو كان صفةً؛ لجُمِع على (فُعْل)، وهو بفتح الهمزة، وبالسين المهملة، وبعد الألف واو مكسورة، ثُمَّ دال مهملة.
          قوله: ({رِدْءًا}: مُعِينًا): هو بالعين المهملة، وقبل الألف نون.
          قوله: (كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا): (عزَّزْتَ): بزايَين؛ الأُولى مشدَّدة، وتُخفَّف أيضًا.
          قوله: ({بَطِرَتْ}): (البَطَر): الطُّغيانُ عند النعمة والعافية.
          قوله: (أَشِرَتْ): هو بفتح الهمزة، وكسر الشين المعجمة، وبالراء، الماضي بالكسر، والمستقبل بالفتح (يأْشَر).
          قوله: (أُمُّ الْقُرَى: مَكَّةُ وَمَا حَوْلَهَا): تَقَدَّم أسماء مَكَّة في (كتاب العلم(3)) [خ¦104]، وذكرتُ لها خمسين اسمًا؛ فانظر ذلك؛ ويريد بقوله: (مَكَّة وما حولها): أنَّ الضمير يعود على (القرى)، وقوله: (مَكَّة وما حولها): تفسير لـ(الأمِّ)، والإشارة بـ(الرسول) على هذا: إلى نبيِّنا صلعم.
          قوله: (أَكْنَنْتُ الشَّيْءَ: أَخْفَيْتُهُ، وَكَنَنْتُهُ: [خفَيْتُهُ]، أَظْهَرْتُهُ): قال ابن قُرقُول: (وفي «التفسير»: «أكننْتُ الشيءَ: أخفيتُهُ، وكَنَنْتُهُ: أخفيتُهُ، أظهرتُهُ»، كذا لهم، والأَوْجَهُ بمساق الكلام: وكننته وخفيته: أظهرته، وهو المعروف، ويُخرَّج الأوَّل على أن يكون «أخفى» من الأضداد)، انتهى، والكلامُ على ما في أصلنا، ومعنى كلامه: أنَّ (كننت): مِنَ الأضداد؛ بمعنى: (أخفيت)، وبمعنى: (أظهرت)، ويوضِّحه أنَّ في بعض النسخ؛ كنسخة الدِّمْياطيِّ وغيرِها: (وكننته: خفيته، وأظهرته)، وفي نسخةٍ أخرى صحيحةٍ: (أكننتُ الشيءَ: أخفيته، وكننته: أخفيته، أظهرته)، انتهى، وفي حفظي أنِّي رأيتُ لبعض أهل اللغة: أنَّ (كننته) بمعنى: خفيته، وأظهرته؛ ضدٌّ، والذي في «الصحاح»: (كَنَنْتُ الشيءَ: سترتُهُ وصنتُهُ مِنَ الشمس، وأَكْنَنْتُهُ في نفسي: أسررتُهُ(4)، وقال أبو زيد: كننته وأكننته بمعنًى في الكنِّ وفي النفس جميعًا، تقول: كننت العلم وأكننته، فهو مكنون ومُكَنٌّ، وكننت الجاريةَ وأكننتها، فهي مكنونة ومُكَنَّة).
          وقوله: (خفيته): قال الجوهريُّ: (الأصمعيُّ: خَفَيْتُ الشيءَ أَخْفِيه(5): كتمتُهُ، وخفيتُهُ أيضًا: أظهرتُهُ، وهو مِنَ الأضداد، وأبو عُبَيدة(6) مثله...) إلى أن قال: (وأخفيتُ الشيءَ: سترتُهُ وكتمتُهُ)، ويحتمل أن يريد البُخاريُّ: (وكننته: خفيته، أظهرته) _على رواية حذف الواو_: أنَّ (كننته) بمعنى: (خفيته)؛ التي هي بمعنى: الظهور، لا بالمعنى الآخر، ويحتمل أن يريد: بـ(خفيته): الكتمان، وبـ(أظهرته): الظهور، وحَذفَ الواو العاطفة، وأمَّا رواية: (أخفيته وأظهرته)؛ بالهمز في الأولى، والواو في الثانية؛ فيحتمل أن تكون للإزالة؛ أي: أزلت خفاءَهُ وأظهرتُهُ، وعلى رواية: (أخفيته، أظهرته)؛ فهي أصرح في أنَّها للإزالة، والله أعلم. /


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (العدوان)؛ بغير واو.
[2] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (الجذوة)؛ بغير واو.
[3] في (أ): (الحج)، والمثبت هو الصواب.
[4] في (أ): (أبرزته)، والمثبت من مصدره، وهامش (ق) نقلًا عن «الصحاح».
[5] في (أ): (أُخفيْه)؛ بضمِّ الهمزة بالقلم، والمثبت هو الصواب.
[6] في (أ): (عبيد)، والمثبت من مصدره.