التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث ابن عباس: {لرادك إلى معاد} إلى مكة

          4773- قوله: (أَخْبَرَنَا يَعْلَى): هو ابن عُبَيد الطنافسيُّ، ثِقةٌ إلَّا في الثوريِّ، تَقَدَّم مترجمًا [خ¦347].
          قوله: (أَخْبَرَنَا(1) سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ): قال الدِّمْياطيُّ: (هو سفيان بن دينار، أبو ورقاء، وقيل: أبو سعيد، العصفريُّ الأحمريُّ، ويقال: الكوفيُّ، التمَّار، انفرد به البُخاريُّ)، انتهى.
          اعلم أنَّ سفيان العصفريَّ هو سفيان بن زياد، أبو الورقاء الكوفيُّ، وكذا قال بعض حُفَّاظ مِصْرَ مِنَ المتأخِّرين في قوله: (سفيان العصفريُّ): (هو ابن زياد)، انتهى، عن أبيه، وشُريح القاضي، وعكرمة، وسعيد بن جُبَير، وغيرِهم، وعنه: الثوريُّ، وعمر بن الخَطَّاب البجليُّ الكوفيُّ، ومروان بن معاوية، ومحمَّد ويعلى ابنا عُبيد، وثَّقه أبو حاتم وغيرُه، والصحيح: أنَّه غير سفيان التمَّار، وممَّن خلطهما البُخاريُّ وغيره، انتهى كلام الذهبيِّ في «تذهيبه»، وهو للمزِّيِّ قبلَه، وهذا الدِّمْياطيُّ ممَّن خلطهما، وانظر لفظه، أخرج له البُخاريُّ والأربعة، وأمَّا سفيان التمَّار؛ فهو سفيان بن دينار التمَّار، أبو سعيد الكوفيُّ، يروي عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن جُبَير، وعكرمة، والشعبيِّ، وجماعةٍ، وقيل: إنَّه روى عَنِ ابن الحنفيَّة، وعنه: مندل بن عليٍّ، وابن المبارك، وأبو بكر ابن عيَّاش، ويعلى بن عُبيد، وجماعةٌ، وثَّقه ابن معين وغيرُه، وقد أدرك كبار الصَّحابة، لكن لم يحمل عنهم، قال سفيان هذا: (رأيت قبر النَّبيِّ صلعم مُسنَّمًا)، أخرج له البُخاريُّ والنَّسائيُّ، وقول الدِّمْياطيِّ: (انفرد به البُخاريُّ) على تقدير صحَّة ما قاله؛ فمعناه: عن مسلم، والله أعلم.


[1] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (حدَّثنا).