التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: قام موسى خطيبًا في بني إسرائيل فقيل له: أي الناس أعلم؟

          4727- قوله: (إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ): تَقَدَّم الكلام على نوف، وعلى نسبته هذه في (كتاب العلم) [خ¦122]، وعلى قوله: (كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ)، وأنَّه من باب التغليظ عليه [خ¦122]، وعلى قوله: (أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ قَالَ: أَنَا) [خ¦78]، وعلى (عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي)، وأنَّه الخَضِر، وما يتعلَّق به [خ¦74]، وعلى (المِكْتَل) [خ¦122]، وعلى (فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ)، وأنَّ (نونًا) مصروف، ونسبه، وأنَّه خادمه لا مملوكه [خ¦74]، وهذا الحديث يردُّ قولَ مَن قال مِنَ المفسِّرين: إنَّ فتاه عبدٌ له، وغير ذلك منَ الأقوال؛ لأنَّه يوشع بن نون بن إفرايم بن يوسف بن يعقوب، قال بعضهم: قيل: كان معه يخدمه، وقيل: إنَّه ابن أخته، والكلام على (الصَّخْرَةِ)، وأين هي [خ¦74].
          قوله: (قَالَ سُفْيَانُ: وَفِي حَدِيثِ غَيْرِ عَمْرٍو): أمَّا (سفيان)؛ فهو ابن عُيَينة المذكورُ في السند، وأمَّا (عمرو)؛ فهو ابن دينار المذكورُ أيضًا في السند، وأمَّا (غير عمرو)؛ فلا أعرفه، والله أعلم، وقال بعض الحُفَّاظ المتأخِّرين: («وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: الْحَيَاةُ»: هذا كلام سفيان، يشيرُ إلى أنَّ ذلك لم يقع في حديثِ عمرٍو، وقد رواه ابن مردويه مِن وجهٍ آخرَ عن سفيانَ، فأدرجه في حديث عمرٍو)، انتهى.
          قوله: (فَأَصَابَ الْحُوتَ مِنْ مَاءِ تِلْكَ الْعَيْنِ): (الحوتَ) في أصلنا: منصوبٌ على أنَّه مفعول، و(أصاب): عليه (صح)(1)، وكذا هو منصوب في نسخة أخرى صحيحةٍ، و(مِن ماء): محلُّه الرفع، فاعل، وهذا كلامٌ صحيحٌ، ولكنَّ مقتضى أوَّل الحديث أن يُجعَل (الحوت) مرفوعًا فاعلًا، وذلك؛ لأنَّه قال فيه: (وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ لَا يُصِيبُ مِنْ مَائِهَا شَيْءٌ)، فـ(شيء): مرفوع فاعل، ولم يقل: (لا يصيب ماؤها شيئًا إلَّا حَيِيَ)، لكنَّ في بعض النسخ: (شيئًا)؛ بالنصب، وعلى هذه يتَّجه النصبُ، والله أعلم، وفي نسخة الدِّمْياطيِّ: (فأصاب الحوتُ)؛ بالرفع، (ماءَ)؛ بالنصب، وعلى (الحوت) صح؛ فاعلمه.
          قوله: (مَا أُمِرَ بِهِ): (أُمِر): مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ.
          قوله: (كَالطَّاقِ): قال ابن قُرقُول: («مثل الطَّاقِ»؛ يعني: الحوت في البحر؛ [أي]: مِثْل طاق(2) البناء الفارغ ما تحتَه، وهي الحَنِيَّة، وتُسمَّى الأَزَجَ أيضًا، وفسَّره بقوله: «أَمْسَكَ(3) اللهُ عَنْهُ جِرْيَةَ الْبَحْرِ، [حتَّى] كَأَنَّ أَثَرَهُ فِي حَجَرٍ...» وَحَلَّقَ بَيْنَ إِبْهَامِهِ وَالَّتي تَلِيهَا(4) [خ¦4726])، انتهى.
          قوله: (مُسَجًّى): تَقَدَّم أنَّه مغطًّى، وعلى (وَأَنَّى) [خ¦122]، وعلى (القَدُومِ)، وأنَّه مخفَّف ومشدَّد [خ¦2827]، [وعلى] (النَّوْلِ)؛ وهو الأجر، وكذا فسَّره هنا، وعلى (عُصْفُورٍ)، وأنَّه القائل، كما في «المستدرك»، / وعلى قوله: (إِلَّا مِقْدَارُ مَا غَمَسَ)، وعلى (الغُلام)، والاختلاف في اسمه، وعلى قوله: (فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَقَطَعَهُ)، وبيَّن ذبحه، وعلى (الجِدَار) طولًا وعرضًا وسمكًا، وعلى (الْقَرْيَة)، والاختلاف فيها، وعلى (وَدِدْنَا)، وأنَّه بكسر الدَّال الأولى [خ¦122]، و(يُقَصَّ): بضمِّ أوَّله، مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُ، وعلى قراءة ابن عبَّاس: (▬وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ↨)، وعلى (▬يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا↨)، وأنَّهما شاذَّتان، وعلى قوله: (▬وَأَمَّا الْغُلَامُ؛ فَكَانَ كَافِرًا↨)، وأنَّها شاذَّةٌ أيضًا [خ¦4725].


[1] كذا في (أ)، والذي عليه علامة التصحيح هو كلمة (النَّصَب) بعد سطر في أصله، فلعلَّه سبق نظر، والله أعلم.
[2] في (أ): (الطاق)، والمثبت من مصدره.
[3] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (فأمسك).
[4] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (إِبْهَامَيْهِ وَاللَّتَيْنِ تَلِيانِهِمَا).