التلقيح لفهم قارئ الصحيح

{فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا}

          قوله: ({يَنقَضَّ}: يَنْقَاضُ كَمَا تَنْقَاضُ السِّنُّ): في هامش أصلنا: («ينقاضُ»: بتخفيف الضاد، قاله الإمام في «مشارقه»)، انتهى، وهذا معروفٌ، وسيأتي، وقال شيخُنا: (وضبط «ينقاض» مشدَّدة الضاد ومخفَّفة، ومعناه مخالفٌ لمعنى الأوَّل، فإنَّ معنى {يَنقَضَّ}: ينكسر وينهدم ويسقط بسرعة، و«ينقاض»: ينقطع مِن أصله)، وذكر فيه قراءةً أنَّه بالصاد المهملة، قال: (قيل: معناه: انشقَّ طولًا)، انتهى، قال الجوهريُّ في (قضض): (انقضَّ الحائطُ؛ أي: سقط)، وقال في (قيض): (قال أبو زيد: انقاضَ الجدارُ انقياضًا؛ أي: تصدَّع مِن غير أن يَسقُطَ، فإن سقط؛ قيل: تقيَّض تقيُّضًا، وتقوَّض البيت تَقَوُّضًا، وقوَّضتُهُ أنا)...إلى أن قال: (وانقاضَتِ السِّنُّ؛ أي: تشقَّقَتْ طُولًا).
          قوله: ({رُحْمًا}: مِنَ الرُّحْمِ، وَهيَ أَشَدُّ مُبَالَغَةً مِنَ الرَّحْمَةِ): (الرُّحْم): بضمِّ الراء، وإسكان الحاء، قال الجوهريُّ: (والرُّحم؛ بالضم: الرحمة، قال ╡: {وَأَقْرَبَ رُحْمًا}، وقد حرَّكه زهيرٌ، فقال...) وأنشد بيتًا، ثُمَّ قال: (وهو مثل: عُسْر وعُسُر)، انتهى.
          قوله: (وَتُدْعَى مَكَّةُ أُمَّ رُحْمٍ؛ أَيِ: الرَّحْمَةُ تَنْزِلُ بِهَا): اعلم أنِّي قد ذكرتُ لِمكَّة عدَّةَ أسماءٍ في (كتاب العِلْم(1))، تسعةً وأربعين اسمًا، بل خمسين؛ فانظرها، منها: هذا الذي ذكره الإمام البُخاريُّ هنا [خ¦104]، والله أعلم.


[1] في (أ): (كتاب الحج)، والمثبت هو الصواب.