التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب التعوذ من الفتن

          ░35▒ بابُ التَّعَوُّذ مِن الفِتَنِ.
          6362- ذكر فيه حديث أنسٍ ☺: (سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلعم حَتَّى أَحْفَوْهُ المَسْأَلَةَ، فَغَضِبَ فَصَعِدَ المِنْبَرَ، فَقَالَ: لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لاَفٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي، فَإِذَا رَجُلٌ كَانَ إِذَا لاَحَى الرِّجَالَ يُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَبِي؟ قَالَ: حُذَافَةُ..) الحديث، ويأتي في الفتن [خ¦7089].
          و(أَحْفَوْهُ): أكثروا عليه، يُقال: أَحْفَى وأَلْحَفَ، وقال الدَّاوديُّ: يريد سألوا عمَّا يَكره الجوابُ فيه لئلَّا يضيِّق على أُمَّته، وهذا في مسائل الدِّين لا في مسائل المال.
          وقوله: (لاَحَى الرِّجَالَ): تسابُّوا، وهذا السائلُ هو عبدُ اللهِ بن حُذَافةَ السَّهمِيُّ، وألحقه بأبيه الذي كان يُدعى به واندفعَ عنه القيل، ولَمَّا رجع إلى أمِّه / قالت: ما حملكَ على ما صنعتَ؟ قال: كنَّا أهل جاهليَّةٍ، وإنِّي كنتُ لا أعرف أبي مَن كان.