التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب ما يقول إذا نام

          ░7▒ بابُ مَا يَقُوْلُ إِذَا نَامَ.
          6312- ذكر فيه حديث حُذَيفةَ بنُ اليَمانِ ☻ قال: (كَانَ النَّبِيُّ صلعم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا وَإِذَا قَامَ قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).
          6313- ثمَّ ذكر حديث البَرَاء بن عازبٍ ☻ (أنَّ النبيَّ صلعم أَمَرَ رَجُلًا..) وفي لفظ عن أبي إسحاقَ الهَمْدَانِيِّ عنه ((أنَّه صلعم أَوْصَى رَجُلًا، فَقَالَ: إِذَا أَرَدْتَ مَضْجَعَكَ، فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ)) الحديث، بزيادة: (وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ).
          ومعنى (أوَى): انضمَّ، مقصورٌ، وقوله في الحديث: ((وَآوَانَا)) ممدودٌ، هذا هو الصحيحُ المشهورُ، وحُكي القَصْر والمدُّ فيهما.
          وقوله: (بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَى) معناه: بذكر اسمك أحيا ما حييتُ وعليه أموتُ، وقيل معناه: بك أحيا، أنت تحييني وأنت تميتني، والاسم هنا هو المسمَّى.
          والمراد بالموت هنا: النَّوم، و(النُّشور): هو الإحياء للبعث يومَ القيامة، نبَّه بإعادة اليقَظَةِ بعد النوم الذي هو موتٌ على إثبات البعث بعد الموت.
          وحكمة الدُّعاء عند إرادة النوم _وهو مستحبٌّ_ أن يكون خاتمة أعمالِهِ، وإذا أصبح أن يكون أوَّلُ عمله بذكر التوحيد والكَلِمِ الطَّيِّبِ.
وآخِرُ شيءٍ أنتَ أوَّلُ هَجْع                     وأوَّلُ شيءٍ أنتَ عِنْدَ هُبُوبي
          وقد قال: (وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ) أي: لا تتكلَّم بعدهُنَّ بشيءٍ مِن أحاديث الدُّنيا وليكنَّ خاتمة عملك أَلَا ترى قوله: (فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ).