التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب التكبير والتسبيح عند المنام

          ░11▒ بابُ التَّسْبِيحِ والتَّكْبِيرِ عِنْدَ المَنَامِ.
          6318- ذكر فيه حديث عليٍّ ☺، (أَنَّ فَاطِمَةَ ♦ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى، فَأَتَتِ رسولَ اللهِ صلعم تَسْأَلُهُ خَادِمًا) الحديث.
          وفيه: (فَكَبِّرَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ).
          وقال ابن سِيرينَ: التَّسبيحُ أربعٌ وثَلاثُونَ.
          وهذا نوعٌ مِن الذِّكْر عند النوم غير ما سلف في حديث البراءِ وحديث حُذَيفةَ والأحاديث الأُخر.
          وقد يمكن أن يكون صلعم يجمع ذلك كلَّه عند نومِهِ، وقد يمكن أن يقتصر على بعضها إعلامًا له منه لأمِّته أنَّ ذلك معناه الحضُّ والنَّدْبُ لا الوجوبُ والفَرْضُ.
          وفيه حجَّةٌ لمن فضَّل الفقر على الغنى حيث قال: (أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟) فعلَّمهما الذِّكْر، ولو كان الغنى أفضلُ مِن الفقر لأعطاهما الخادم وعلَّمهما الذِّكْر، فلمَّا منعهما الخادم وقَصَرَهما على الذِّكر خاصَّةً عُلم أنَّه إنَّما اختار لهما الأفضلَ عند الله.
          ولم يزِد ابن التِّين في شرح هذا الحديث على قوله: (فجاء وقد أخذنا / مَضَاجِعنا) لعلَّه كان قبلَ نزول آية الاستئذان.