التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب تكرير الدعاء

          ░57▒ بابُ تَكْرِيرِ الدُّعَاءِ.
          6391- ذكر فيه حديث عائِشَةَ ♦ (أَنَّه صلعم طُبَّ حَتَّى إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ صَنَعَ الشَّيْءَ وَمَا صَنَعَهُ، وَإِنَّهُ دَعَا رَبَّهُ، ثُمَّ قَالَ: أَشَعَرْتِ..) الحديثَ بطوله.
          وقال في آخره: زاد عيسى بن يُونُسَ واللَّيثُ، عن هشامٍ عن أبيه، عن عائِشَةَ قالت: (سُحِرَ النَّبِيُّ صلعم فَدَعَا وَدَعَا) وساق الحديث.
          وهذه الزِّيادة أخرجها في الطبِّ عن إبراهيمَ بن موسى: حدَّثنا عيسى بن يُونُس، وفي صِفة إبليسَ فقال: وقال الليث، إلى آخره، كما سلف [خ¦5763] [خ¦3268].
          وهو ظاهرٌ فيما ترجم له، وتكرير الدُّعاء حسَنٌ عند حال الحاجة إلى إدامة الرَّغبة لله في الملمَّاتِ والشدائد النازلةِ بالعبدِ.
          وفي تكرير العبد الدعاءَ إظهارٌ لموضع الفقر والحاجة إلى الله والتذلُّل له والخضوع، وقد قال ◙: ((إنَّ الله يحبُّ الملحِّين في الدُّعاء))، ومِن حديث ابن عُيَيْنَةَ أنَّه صلعم أوصى رجلًا فقال: ((عليك بالدُّعاء فإنَّه لا يُدرى متى يُستجاب لك)).
          فَصْلٌ: معنى (مَطْبوبٌ): مسحورٌ، واختُلِف في (لَبِيد) فقيل: كان يَهُوديًّا، وقيل: منافقًا، وقيل: يحتمل أن يكون يَهُوديًّا، ثمَّ لعلَّه أظهَرَ الإسلام بعدُ وتستَّرَ بالنِّفَاق، ذكره ابن التِّين.
          والمِشْطُ: ما يُمشط به، والمُشَاطَةُ: ما يسقُطُ مِن المشطِ.
          و(جُفِّ الطَلْعَة) غِلَافُها.
          وقوله: (رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) أي: الحيَّاتُ.
          وقوله: (أَشَعَرْتِ) شَعَرتُ بالشيءِ فَطِنتُ له، ومنه: ليتَ شِعْري. أي: ليتني علمتُ.
          وقال هنا: (أَفَلَا أَخْرَجْتَهُ؟) وسلف أنَّه أخرجه [خ¦5765] وقال: ((فَهَلَّا تَنَشَّرْتَ؟)).