التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب التأمين

          ░63▒ بابُ التَأْمِينِ. /
          6402- ذكر فيه حديث أبي هُرَيْرَةَ ☺، عن النَّبيِّ صلعم: (إِذَا أَمَّنَ القَارِئُ فَأَمِّنُوا) الحديث.
          سلف في الصَّلاة [خ¦780]، وأبعدَ مَن قال: معناه إذًا يطلب التأمين بقوله:{وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:7] ومشهور مذهب مالكٍ أنَّ الإمام لا يقول: آمين، وروى عنه مُطَرِّفٌ وابنُ الماجِشُون أنَّهُ يقولها، والمشهور أنَّ معناه: إذا قال آمين. وفي آمين لغاتٌ سلفت [خ¦780] أفصحها المدُّ، ومعناها: اللَّهُمَّ استجبْ. وقال الدَّاوديُّ: معناها: أقصد، مِن قوله: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [المائدة:2] والموافقة في القول، وقيل: في الإخلاص.
          و(المَلائِكَة) الحَفَظَة المتعاقبون أو أعمُّ. وظاهره يقتضي غفرانَ جميع ما تقدَّم مِن ذنوبه، وقيل: إنَّ المتوضِّئ تُغفر ذنوبه، ويكون مشيه إلى الصَّلاة نافلةً، أو يكون هذا القول قبل تبشير الله عباده بالشيء على لسان نبيِّه عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام، ثمَّ يزيدهم أو يرفع له درجاتٍ إذا لم تكن ذنوبٌ، ويحتمل أن يصيب ذنبًا فيما بين الوُضُوء والتأمين.