التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب هل يصلى على غير النبي

          ░33▒ بابُ هَلْ يُصَلَّى عَلَى غَيْرِ النَّبيِّ صلعم؟
          وقوله ╡: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة:103].
          6359- ذكر فيه حديث ابن أبي أَوْفَى ☻: (كَانَ إِذَا أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلعم بِصَدَقَتِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى)، وقد سلف [خ¦1497].
          6360- وحديث أَبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، (أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى محمَّد وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى محمَّد وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
          الشَّرح: اسم (ابن أبي أَوْفَى) عبدُ اللهِ، واسمُ (أبي حُمَيدٍ) عبدُ الرَّحمن بن عَمْرِو بن سعدِ بن سهلِ بن سعدِ بن مالكِ بن خالدِ بن ثَعْلبةَ، أخي عوفٍ، وجدِّ أبي أُسَيدِ مالكِ بن رَبِيعةَ بن البَدْرِ بن عَمْرٍو، وقيل: عامرُ بن عوفِ أبي حارثَةَ بن عَمْرِو بن الخَزْرجِ بن سَاعِدةَ بن كَعْبِ بن الخَزْرَجِ الأكبرِ، مات أبو حُمَيدٍ في أوَّل ولاية يزيدَ وآخِر خلافةِ مُعَاوِيَة، قاله الواقدِيُّ.
          والصَّلاة على غير رسول الله صلعم جائزةٌ بدليل الكتاب والسُّنَّةِ؛ أَلَا ترى أنَّهُ صلعم كان يصلِّي على مَن أتاه بصدقتِهِ، وفي حديث أبي حُمَيدٍ: ((أُمِرْنا بالصَّلاة على أزواجه)) مِن غير نسبِهِ، وهذا الباب ردٌّ لقول مَن أنكر الصَّلاة على غير رسول الله صلعم.
          وروى ابن أبي شيبَةَ مِن حديث عُثمانَ بن حَكِيمٍ عن عِكْرمةَ عن ابن عبَّاسٍ ☻ قال: ((ما أعلم الصَّلاةَ تنبغي مِن أحدٍ على أحدٍ إلَّا على رسول الله صلعم))، والحُجَّةُ في السُّنَّة لا فيما خالفها وعندنا يُصلَّى عليهم تبعًا كهذا الحديث.