التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب التعوذ من المأثم والمغرم

          ░39▒ باب التَّعَوُّذِ مِن المَأْثَمِ والمَغْرمِ.
          6368- ذكر فيه حديث عائِشَةَ ♦ أنَّ النَّبيَّ صلعم كان يقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ، وَالمَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّار وَعَذَابِ النَّار، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ).
          الشَّرح: (المسِيْح): بفتح أوَّلِهِ وكسر ثانيه، وكسرهما مشدَّد السين، فمن شدَّد فهو ممسوحُ العينِ، ومَن خفَّف فهو مِن المساحة لأنَّه يَمْسَحُ الأرضَ أو لأنَّه ممسوحُ العينِ اليُمنى، أي: أعورُها، وقال ابن فارسٍ: المسيح الذي أحد شِقِّي وجهِهِ ممسوحٌ، لا عينَ له، ولا حاجبَ.
          و(الدَّجَّال) مِن الدَّجَلِ، وهي التَّغْطِيةِ لأنَّه يُغطِّي الأرضَ بالجمع الكثير، أو لتغطيته الحقَّ بكذبِهِ، أو لأنَّه يقطعُ الأرض.
          وذكر (الثَّلْجِ وَالبَرَدِ) لإنقائهما ولبُعدهما مِن مخلط النَّجاسة، وذكر التَّنقية والإبعاد للتأكيد، وقال الدَّاوديُّ: هو مجازٌ يعني: كما يغسل ماءُ الثلج وماءُ البَرَد ما يُصِيبه.
          و(الدَّنَسُ): الوسخ، و(خَطَايَايَ): جمع خَطِيئةٍ، وأصلها: خطائئ، على وزن فَعَائِل، فلمَّا اجتمعت الهمزتان قُلبت الثانية ياءً؛ لأنَّ قبلها كسرةً ثمَّ استُثقلت فقُلبت الياء ألفًا ثمَّ قُلبت الهمزة الأولى ياءً لخفاء ما بين الألفين، وقيل: لَمَّا سُهِّل صار مثل هديَّةٍ وهَدَايا.
          و(البَرَدُ) بفتح الباء والراء: حبُّ الغَمَامِ، يُقال منه: بُرِدَتُ الأرضُ وبُرِدَ بنو فلانٍ.