التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب ما يقول إذا أصبح

          ░16▒ بابُ مَا يَقُوْلُ إذَا أَصْبَحَ.
          6323- ذكر فيه حديث شدَّادِ بن أوسٍ: (سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ) وقد سلف [خ¦6306]، وفي آخره: (إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي فَمَاتَ دَخَلَ الجنَّة _أَوْ: كَانَ مِنْ أَهْلِ الجنَّة_ وَإِذَا قَالَ حِينَ يُصْبِحُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ مِثْلَهُ).
          6324- وحديث حُذَيفةَ ☺: (كَانَ رسول الله صلعم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).
          وقد سلف غير مرَّةٍ [خ¦6312] [خ¦6314].
          6325- وحديث أبي ذرٍّ قال: (كَانَ النَّبِيُّ صلعم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).
          الشَّرح: معنى ذِكْر الله تعالى عند الصَّباح ليكون مفتتحَ الأعمال وابتداؤها ذِكْرُ الله، وكذلك ذِكْر الله عند النَّوم ليختمَ عمله بذكره تعالى، فتكتبَ الحَفَظَةُ في أوَّل صحيفته عملًا صالحًا وتختمَها بمثلِهِ، فيُرجى له مغفرةُ ما بين ذلك مِن ذنوبه.
          وروى الطَّبَرِيُّ من حديث الحسَنِ عن أبي هُرَيْرَةَ ☺ قال: قال رسول الله صلعم: ((يقول الله ╡: ابنَ آدمَ، اذكرني مِن أوَّلِ النَّهار ساعةً ومِن آخره ساعةً أَكْفِكَ ما بينهما)).
          وكان الصَّالحون مِن السُّوقةِ يجعلون أوَّلَ يومِهم وآخرَه إلى الليل لأمر الآخرة، ووسطَهُ لمعيشة الدُّنيا، إنَّما كانوا يعملون ذلك لترغيبِهِ على الدُّعاء طرفي النَّهار.
          وكان عُمَرُ بن الخطَّاب ☺ يأمر التُّجَّار فيقول: اجعلوا أوَّلَ نهاركم لآخرتِكم، وما سوى ذلك لدُنياكم.
          وقد رُوي عن النَّبيِّ صلعم ما يدلُّ على هذا المعنى، قال ◙: ((قال الله ╡: يا ابن آدمَ، لا تعجزنَّ عن أربع ركعاتٍ أوَّلَ النَّهار أكْفِكَ آخره)).