التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من اتكأ بين يدى أصحابه

          ░35▒ بابُ مَن اتَّكَأَ بين يَدَي أَصْحَابِهِ.
          وقال خَبَّابٌ: (أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلعم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً، قُلْتُ: أَلاَ تَدْعُو اللهَ؟ فَقَعَدَ).
          6273- 6274- ثمَّ ساق حديث عبد الرَّحمنِ بن أبي بَكْرَةَ، عن أبيه قال: (قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ)، وفي لفظ: (وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ...) الحديث.
          قال المهلَّبُ: فيه جوازُ اتِّكَاءِ العالِم بين يدي النَّاس وفي مجلس الفتوى، وكذلك السُّلطان والأمير في بعض ما يحتاج إليه مِن ذلك، لراحةٍ يتعاقبُ بها في جِلْسَتِهِ، أو لألمٍ يجده في بعض أعضائه، أو لِمَا هو أرفقُ به، ولا يكون ذلك عامَّة جلوسه، لأنَّه صلعم قال: ((آكلُ كما يأكلُ العَبْدُ، وأجلسُ كما يجلس العبد))، ولم يكن يأكلُ متَّكِئًا.