التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب تسليم القليل على الكثير

          ░4▒ بابُ تَسْلِيمِ القَلِيلِ عَلَى الكَثِيرِ.
          6231- ذكر فيه حديث أبي هُرَيْرَةَ ☺، عن رسول الله صلعم قال: (يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكَبِيرِ، وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ).
          ثمَّ ترجم له:
          ░5▒ بابُ تَسْلِيم الرَّاكِبِ عَلَى المَاشِي.
          6232- ثمَّ ساقه بلفظ: (يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي، وَالمَاشِي عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ).
          وفي سنده: (زِيادٌ) وهو ابن سعدٍ، و(ثابتٌ) هو ابن عِيَاضٍ الأحنفُ الأعرجُ، مولى عبدِ الرَّحمن بن زيدِ بن الخطَّاب، ولأبي أحمدَ: <يزيد> بدل زيادٍ، وهو وَهَمٌ، قال الجيَّانيُّ: والصَّواب الأوَّل.
          ثمَّ ترجم عليه:
          ░6▒ بابُ تَسْلِيمِ المَاشِي عَلَى القَاعِدِ.
          6233- وساقه ثمَّةَ سواءً، ثمَّ ترجم عليه:
          ░7▒ بابُ تَسْلِيمِ الصَّغِيرِ عَلَى الكَبِيرِ.
          6234- ثمَّ قال: وقال إبراهيمُ: عن مُوسَى بن عُقْبَةَ، عن صَفْوَانَ بن سُلَيمٍ، عن عطاءِ بن يَسَارٍ، عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول الله صلعم: (يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكَبِيرِ، وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ، وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثِيرِ).
          وهذا أسنده أبو نُعَيْمٍ في «كتابه» عن الأجُرِّيِّ: حدَّثنا عبد الله بن العبَّاسِ، حدَّثنا أحمد بن حفصٍ، حدَّثنا أبي، حدَّثنا إبراهيمُ بن طَهْمَانَ، فذكره، والبخاريُّ قد ساقه أولًا مِن حديث مَعْمَرٍ عن همَّامِ بن منبِّهٍ، عن أبي هُرَيْرَةَ، كما سلف أولًا، فهذا طريقٌ آخرُ زيادةٌ عليه.
          والرَّاكب بالإضافة إلى الماشي كأنَّه مارٌّ على قاعدٍ لإشرافه، وكذلك الماشي مع القاعد، ومقصود السَّلام: الأمان، والماشي يخاف الرَّاكب، وكذلك القاعد يخاف الماشي فأُمروا بالسَّلام ليحصل الأمن، نبَّه عليه ابن الجوزيِّ.
          وقال المهلَّبُ: / هذه آدابٌ مِن الشارع أمَّا تسليم الصغير على الكبير فمن أجلِ حقِّ الكبير عليه فأمر الصغير بالتواضع له والتوقير، وتسليمُ المارِّ على القاعد هو مِن باب الداخل على القوم فعليه أن يبدأهم بالسَّلام وكذلك فَعَلَ آدم صلعم بالملائكة حين قيل له: ((اذهب فسلِّم على أولئك النَّفَر مِن الملائكة جلوسٌ)) وتسليم القليل على الكثير مِن باب التواضع أيضًا لأنَّ حقَّ الكثير أعظمُ مِن حقِّ القليل، وكذلك فعل أيضًا آدم صلعم كان وحدَه والملأُ مِن الملائكة كثيرٌ حين أُمر بالسَّلام عليهم، وسلام الرَّاكب على الماشي؛ لئلَّا يتكبَّر بركوبه على الماشي فأمره بالتواضع له.