عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الماء الدائم
  
              

          ░68▒ (ص) بَابُ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان حكمِ البولِ في الماءِ الراكدِ؛ وهو الذي لا يجري، وفي رواية الأصيليِّ: <باب: لا تبولوا في الماءِ [الدائم>، وفي بعض النُّسَخ: <بابُ الماءِ الدَّائمِ >، وفي بعضها: <باب البول في الماء] الدائم الذي لا يجري>، وتفسير (الدائم) : هو الذي لا يجري، وذكر قوله بعد ذلك: (الذي لا يجري) يكون تأكيدًا لمعناه، وصفةً موضِّحةً له، وقيل: للاحتراز عن راكدٍ لا يجري بعضُه؛ كالبِرَك ونحوها.
          قُلْت: فيه تعسُّفٌ.
          والألفٌ واللام في (الماءِ) إمَّا لبيان حقيقة الجنس أو للعهد الذهنيِّ، وهو الماء الذي يريدُ المكلَّف التوضُّأَ به والاغتسالَ منه.
          فَإِنْ قُلْتَ: ما وجهُ المناسبة بين البابين؟ قُلْت: ظاهرٌ؛ لأنَّ الباب السابق في بيان السَّمْن والماء الذي يقع فيه النجاسة، وهذا أيضًا في بيان الماء الراكد الذي يبول فيه الرجلُ، فيتقاربان في الحكم، ولم أرَ أحدًا ممَّنِ اعتنى بشرحِ هذا الكتابِ أن يذكرَ وجوهَ المناسباتِ بين الأبوابِ والكتبِ إلَّا نادرًا.