عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب المضمضة في الوضوء
  
              

          ░28▒ (ص) بَابُ المَضْمَضَةِ فِي الوُضُوءِ.
          (ش) أي: هذا بَابٌ في بيان المضمضةِ في الوضوء.
          والمناسبةُ بين البابَين من حيث إنَّ كلًّا منهما مشتملٌ على حكمٍ مِن أحكامِ الوضوء.
          (ص) قَالَهُ ابْنُ عَبَّاس وَعَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ ♥ عَنِ النَّبِيِّ صلعم .
          (ش) هذا تعليقٌ منه، ولكنَّه أخرجَ حديثَ ابنِ عَبَّاس موصولًا في (باب غسل الوجه باليدين)، وكذا حديث عبدِ الله بن زيد بن عاصمٍ أخرجه موصولًا في (باب غسل الرِّجلَين إلى الكعبين) على ما يأتي عن قريبٍ.
          فَإِنْ قُلْتَ: إلامَ يرجِعُ الضميرُ في (قاله) ؟ قُلْت: يرجِعُ إلى (المضمضة)، وهو في الأصل مصدرٌ يستوي فيه التذكيرُ والتأنيثُ، أو يكونُ تذكيرُ الضمير باعتبارِ المذكورِ.
          فَإِنْ قُلْتَ: مقولُ القولِ ينبغي أن يكونَ جملةً، وههنا مفرَدٌ.
          قُلْت: (القول) ههنا بمعنى الحكاية؛ كما في: (قلتُ شعرًا) و(قلتُ قصيدةً)، والمعنى: حكاه ابن عَبَّاس ☻، ولا حاجةَ إلى التقدير؛ بقولك: أي: قال بالمضمضة ابنُ عَبَّاسٍ، كما ذهب إليه الكَرْمَانِيُّ؛ فافهم.