عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ما يقول عند الخلاء
  
              

          ░9▒ (ص) بابُ ما يَقُولُ عِنْدَ الخلاءِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ ما يقولُه الشَّخصُ عندَ إرادَةِ دخولِ الخلاءِ، وهو بَفتحِ الخاءِ وبالمَدِّ: موضع قضاء الحاجَةِ، سُمِّيَ بذلك لخلائِهِ في غَيرِ أوقاتِ قضاءِ الحاجَةِ، وهو الكنيفُ، والحَشُّ، والمرفَق، والمرحاضُ أيضًا، وأصلُهُ المكانُ الخالِي، ثُمَّ كَثُرَ استعمالُهُ، حتَّى تُجُوِّزَ بِهِ عن ذلك، وأمَّا (الخلا) بالقَصْرِ؛ فهو الحَشيشُ الرَّطِبُ، والكلأُ الخشِنُ أيضًا، وقد يكونُ (خَلا) مُستعملًا في باب الاستثناء، فإن كُسِرَتِ الخاءُ مع المَدِّ؛ فهو عيبٌ في الإبلِ؛ كالحِران في الخيل، وقال الجَوْهَريُّ: الخلاءُ مَمدودُ: المتوضَّأ، والخَلاءُ أَيضًا: المكانُ الذي لا شيءَ بِهِ.
          قلتُ: كلٌّ مِنْهُما يَصحُّ أنْ يكونَ مُرادًا ههنا.
          وجهُ المناسَبَةِ بين البابينِ ظاهِرٌ؛ لأنَّ في كلٍّ منهما بيانَ ذِكْرِ اسمِ الله تعالى.