مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: كيف كانت يمين النبي

          ░3▒ باب كيف كان يمين النبي صلعم؟
          وقال سعد: إلى آخره سلف في الأيمان مسنداً.
          وقال أبو بكر عند رسول الله: لاها الله إذاً وسلف مسنداً في الجهاد في قوله ◙: ((من قتل قتيلاً فله سلبه)) وقيل: الصواب: لاها الله ذا؛ بدل إذا، قال محمد بن عبد الحكم: لاها الله يمين كقوله: بالله، ثم قال: يقال: والله وبالله وتالله، هذه حروف القسم.
          ثم ساق ثمانية عشر حديثاً:
          1- حديث ابن عمر: كانت يمين رسول الله: ((لا، ومقلب القلوب)).
          قلت: فالسنة أن يحلف بها، وبما شابهها من أسماء الله تعالى وصفاته. وقد قال ◙: ((من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت))، وقام الإجماع على أنه من حلف فقال: والله، أو بالله، أو تالله، أن عليه الكفارة؛ لأن الواو والباء هي حروف القسم عند العرب والواو والتاء يدخلان على كل محلوف، ولا تدخل التاء إلا على الله وحده، وقولهم: لاها الله أصله: لا والله، حذف حرف القسم، وعوض منها هاء التي للتنبيه، فصار واو القسم خافضاً، مضمراً مثله مظهراً، غير أنه لا يجوز أن يظهر مع ما هو عوض منه.
          وقام الإجماع أيضاً على أن من حلف باسم من أسماء الله تعالى، أن عليه الكفارة، واختلف فيمن حلف بصفاته، كما سيأتي في بابه، واحتج من أوجب الكفارة في الأيمان بالصفات كلها بهذا الحديث: ((لا، ومقلب القلوب)) وصفاته كلها منه، وليس شيء مخلوق.
          2- حديث جابر بن سمرة، عن النبي صلعم: ((إذا هلك قيصر)) الحديث.
          3- حديث أبي هريرة مثله سواء.
          وفيه: الحلف بالذي نفسي بيده. ومعنى: ((فلا كسرى بعده)) قيل: أراد به: أنه لا يكون ملكه مثل ملك الأول، وقيصر اسم ملك الروم، وكذلك هرقل، وكسرى اسم ملك الفرس، كما أن النجاشي اسم ملك الحبشة، وخاقان اسم ملك الترك، وتبع اسم ملك اليمن، والقيل ملك حمير، وقيل: هو أقل درجة من الملوك.
          4- حديث عائشة، عن النبي صلعم أنه قال: ((يا أمة محمد والله لو تعلمون)). وفيه: الحلف بالله.
          5- حديث أبي عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال: كنا مع رسول الله الحديث.
          فيه الحلف بالله، وبالذي نفسي بيده.
          وعبد الله هذا هو ابن هشام بن زهرة بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، ذهبت به أمه إلى رسول الله وهو صغير، فمسح رأسه، ودعا له، شهد فتح مصر، وله بها خطة، روى له (خ) حديثين، وروى له (د)، وذكر الذهبي في ((الصحابة)) أن في (خ) في الأضحية عبد الله بن هاشم بن عثمان القرشي التيمي، ولد سنة أربع، وله رؤية.
          قلت: ولم أره في (خ) في الأضاحي.
          قال الخطابي: حب الإنسان نفسه طبع، وحب غيره اختيار بتوسط الأسباب، وإنما أراد ◙ بقوله لعمر حب الاختيار، أراد لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها / عما جبلت عليه.
          تقول: لا تصدق في حبي حتى تفدي في طاعتي نفسك، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيها هلاك.
          وقال الداودي: وقوف عمر أول مرة، واستثناءه نفسه، إنما أشفق حتى لا يبلغ ذلك منه، فيحلف بالله كاذباً. فلما قال له ◙ ما قال تقرر في نفسه أنه أحب إليه من نفسه، فحلف.
          6- 7- حديث أبي هريرة وزيد بن خالد في قصة العسيف.
          وقد سلف في مواضع، ويأتي أيضاً.
          وموضع الحاجة منه قوله هنا: (والذي نفسي بيده) قوله: وقال الآخر: أجل يا رسول الله أي: نعم. قال الأخفش: أجل: جواب مثل نعم، إلا أنه أحسن منه في التصديق، ونعم: أحسن منه في الاستفهام، فإذا قال: أنت سوف تذهب؟ قلت: نعم، وكان أحسن من أجل.
          وفيه فتيا العالم مع وجود من هو أعلم منه.
          قال أبو القاسم العذري: كان يفتي من الصحابة فيما بلغني في زمن رسول الله صلعم الخلفاء الأربعة، وثلاثة من الأنصار، أبي، ومعاذ، وزيد بن ثابت.
          قوله: (والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله) فيه رد على الخوارج والمعتزلة في قولهم أن أفعالهم خلق لهم دون الله، وقد يجيبون بأنه لم يرد بذلك إماتة نفسه وقبضها منها.
          قوله: (فأخبروني أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام) قال ابن جرير: فيه أنه لم يحد قائل هذا القول لولده؛ أنه لا يحد والد لولده، ويقتص منه إن قتله على مذهب من يراه، ومذهبنا: لا قصاص فيه، ومذهب مالك: أنه إن تعمد قتله بأن أضجعه فذبحه، ونحو هذا قتل به.
          وقال أشهب بقول الشافعي، وهذا الخبر ليس فيه ما ذكره ابن جرير؛ لأن ولده لم ينكر ذلك، ولا قام بحقه في ذلك.
          وفيه: وجوب تغريب البكر؛ لأنه ◙ سكت لما أخبره بمقالة أهل العلم فيه، ولم ينكره، وهذا في غير الموضع، وإلا فقد نص هنا عليه.
          وقال أبو حنيفة: لا تغريب عليه. ومالك يراه على الحر البكر دون المرأة، خلافاً للأوزاعي والشافعي فإنهما قالا بتغريبهما. واختلف قول الشافعي في تغريب العبد.
          قوله: (لأقضين بينكما بكتاب الله) قيل: هو قوله: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ} [النور:8]، والعذاب الذي تدرأ للزوجة عن نفسها هو الرجم، وأهل السنة مجمعون على أن الرجم من حكم الله، وقال قوم: إنه ليس في كتاب الله، وإنما هو في السنة، وإن السنة تنسخ القرآن، فزعموا أن معنى: ((لأقضين بينكما بكتاب الله)) أي: بوحي الله، لا بالمتلو. وقيل: يريد بقضاء الله حكمه؛ كقوله: {كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} [النساء:24]، أي: حكمه فيكم، وقضاؤه عليكم.
          قوله: (أما غنمك وجاريتك فرد عليك) قيل: إن فيه الصلح الفاسد وينتقض إذا وقع. وبوب (خ) عليه فيما مضى في الصلح: إذا اصطلحوا على صلح جور، فهو مردود.
          وروى مع هذا الخبر: ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) وهذا غير صحيح، فإن الصلح ها هنا إنما وقع على ما لا يملك؛ لأن زوج المرأة لا شيء له، وإنما وجب عليه الحد، وهو حق الله تعالى خاصة، وإنما فيه أن من أحدث شيئاً على ما لا يملكه وجب رده، ووجب نقض ذلك.
          قوله: (وأمر أنيساً الأسلمي... إلى آخره) قيل: فيه إباحة تأخير الحدود عند ضيق الوقت، وأنكره بعضهم، وقال: يروى أيضاً: ((فامض إلى امرأة هذا)). وفي لفظ: ((اغد يا أنيس على امرأة هذا)) فلعله من باب الرواية بالمعنى.
          قوله: (إلى امرأة الآخر) هو بفتح الخاء، وكذا ضبطه الدمياطي خطًّا. وقال ابن التين: هو بقصر الألف، وكسر الخاء، ويقال في المثل: أبعد الله الآخر، كذا رويناه.
          قوله: (فإن اعترفت فارجمها) فيه: أن مطلق الاعتراف يوجب الحد، ولا يحتاج إلى تكراره، وبه قال مالك، والشافعي، وقال أحمد: لا يجب إلا باعتراف أربع مرات في مجلس، أو أربع مجالس.
          وقال أبو حنيفة: لا يجب إلا باعتراف في أربع مجالس، فإن اعترف ألف مرة في مجلس واحد، فهو اعتراف واحد، واستدل به أهل الظاهر على أن المقر بالحد إذا / رجع لا يقبل، ولا دليل فيه؛ لأنه لم يذكر رجوعها.
          واختلف إذا رجع إلى غير شبهة، فقال ابن القاسم وجماعة: يسقط. وقال ابن الماجشون، وأشهب: لا.
          ثالثها: إن مضى أكثر الحد فلا يسقط.
          رابعها: ذكره أبو حامد، عن مالك أنه إن رجع قبل وقوع شيء منه عليه قبل، ومذهبنا، ومذهب أبي حنيفة السقوط.
          وفيه أنه لا يشترط حضور الإمام الرجم، واشترطه بعضهم، واستدل به القاضي عبد الوهاب على أن المرأة لا يحفر لها؛ لأنه لم يذكر فيه، وهو قول مالك، وأبي حنيفة. وقال الشافعي: يحفر لها. واستحسنه أصبغ، وفي (م) في قصة الغامدية: ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها.
          وفيه: أن الحاكم إذا اعترفت عنده رجمها. وعبارة ابن التين أن فيه أن الحاكم يقضي بعلمه، وإن لم يحضره أحد، إذ لم يقل: خذ معك من يسمع اعترافها، وما عبرنا به أولى.
          وفي رواية: فاعترفت، فأمر بها رسول الله فرجمت.
          وفيه: المبادرة بالحد، خلافاً لما ادعاه بعضهم كما سلف. واستدل به القاضي عبد الوهاب على ما ذكرناه، وأنه إذا وجب لا يؤخر، لبرد ولا لحر خلافاً لبعض الشافعية.
          وفيه دلالة على الرد على من أنكر الرجم، وهم الخوارج، ولا يلتفت إليهم.
          واستدل به أيضاً على سقوط الجلد مع الرجم، وفساد قول أهل الظاهر، ومسروق في إيجابه الجمع بينهما في حق المحصن.
          8- حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلعم قال: ((أرأيتم إن كان أسلم وغفار)) الحديث.
          فيه: ما ترجم له وهو: ((والذي نفس محمد بيده)).
          9- حديث أبي حميد الساعدي في قصة ابن اللتبية وهو المراد بالعامل فيه.
          وموضع الحاجة منه قوله: ((والذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم)) الحديث.
          وفيه: أن هدية العامل مردودة إلى بيت المال، وما أحسن قول ((الحاوي الصغير)) في القاضي: وهديته سحت، ولا تملك.
          واستدل به ابن التين المالكي على أن هدية الغريم لصاحب الدين تجري مجرى الربا، إلا أن يقتضي دينه، ولذلك سكنى المرتهن الدار المرهونة في يده، إلا أن يسكنها بكراء مثلها. قال: وفيه إبطال كل ذريعة ووليجة يتوصل بها إلى نفع، لو انفرد بنفسه ولم يضمن لغيره، لم تطب نفس صاحبه به.
          والرغاء بضم الراء والمد: صوت البعير، والجوار بالجيم والخاء.
          قال ابن التين: ورويناه بالجيم والهمزة، واللفظان يقال أن في البقرة إذا صاحت. قال تعالى: {عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ} [الأعراف:148]، وقرئ بالجيم، حكي عن الأخفش، ومنه قوله تعالى: {إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ} [المؤمنون:64] أي: يرفعون أصواتهم بالدعاء. قال القزاز: وأصله في البقر، ثم استعير للناس.
          قوله في الشاة: (تيعر) هو بمثناة فوق ثم تحت ثم عين مهملة ثم راء؛ أي: تصيح. قال ابن التين: قرأناه بفتح العين. قال الجوهري: يعرت العير تيعر بالكسر يعاراً بالضم: صاحت. وقال ابن فارس والخطابي: اليعار: صوت الشاة. وعفرة الإبط: بياضها. قال الجوهري: الأعفر: الأبيض، وليس بالشديد البياض، وشاة عفراء يعلو بياضها حمرة، والأعفر: الرمل الأبيض، وفي آخره قال أبو حميد: وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت من رسول الله فسلوه، وهو الحديث العاشر.
          والحادي عشر- حديث البراء بن عازب ((لمناديل سعد..)) الحديث.
          سلف غير مرة، وموضع الشاهد قوله: ((والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة خير من هذا)) يحتمل وجهين وسعد هو ابن معاذ، والمنديل [بكسر] الميم، هو ما يمسح به ما يتعلق باليد من الطعام، تقول منه: تمندلت بالمنديل، وتندلت، وأنكر الكسائي تمندلت.
          قوله: (خير من هذا) يحتمل وجهين: أن يريد في الصفة، وأنها لا تفنى بخلاف هذه. وفي الحديث التنبيه على فضل سعد، وعلى منزلته. ومحله بعد الثالث بيسير، لكن وقع كذلك.
          12- حديث أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلعم: ((والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم)) الحديث.
          13- حديث أبي ذر / قال: انتهيت إليه وهو يقول في ظل الكعبة: ((هم الأخسرون)) الحديث.
          14- حديث أبي هريرة في قصة سليمان: ((لأطوفن الليلة)) وقد سلف.
          15- حديث عائشة أن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت: يا رسول الله، الحديث.
          وذكره ابن بطال بلفظ: خباء، وأخباء. ثم قال: المعروف في جمع خباء: أخبية، وكذلك تجمع فعال، وفعيل في القليل على أفعلة كمثال وأمثلة، وسقاء وأسقية، ورغيف وأرغفة، وقد يجمع فعيل على أفعال، كيتيم على أيتام، وشريف وأشراف، ويمين وأيمان، وهذا قياس خباء وأخباء.
          فإن قلت: بم يتعلق القسم في قوله ◙ في هذا الحديث: ((وأيضاً والذي نفسي بيده)) قيل: قد فسر المعنى معمر في روايته عن الزهري: لتزدادن أي: محبة فيما ذكرت، إذا قوي إسلامك، وتحكم الإيمان في قلبك، كما قال ◙: ((والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين)) يريد: لا يبلغ حقيقة الإيمان وأعلا درجاته.
          قوله: (مسيك) هو بكسر الميم وتشديد السين المكسورة كذا نحفظ، وقال ابن التين: حفظناه بفتح الميم وتشديد السين.
          قال: وكذلك هو في ضبط ((الصحاح)) وهو البخيل، وإنما سمي بذلك؛ لأنه يمسك ما في يديه لا يخرجه لأحد.
          قوله: (من أدم) هو بفتح الهمزة والدال جمع: أديم، مثل: أفيق وأفق، وهو جمع عزيز قليل، والأديم: الجلد.
          16- حديث شريح بن مسلمة، ثنا إبراهيم بسنده عبد الله بن مسعود قال: بينما رسول الله مضيف ظهره إلى قبة من أدم الحديث.
          وفيه: ما ترجم له وهو القسم المذكور.
          وإبراهيم هذا هو ابن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي وسلف شرحه.
          17- حديث أبي سعيد أن رجلاً سمع [رجلا] يقرأ: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] الحديث.
          ومعنى (يتقالها): يستقلها، وزنه من الفعل: يتفاعلها، من قل الشيء، يقل قلة.
          قوله: (إنها لتعدل ثلث القرآن) يريد: في الأجر لا أنها تفضل شيئاً منه لذاتها. وقال بعض الأصوليين: إنه يتفاضل، ويكون بعضه أبلغ من بعض، ويوجد في بعضه من البلاغة والبراعة وحسن النظم وجودة الترتيب ما لا يوجد في بعض، وثواب تلاوة بعضه أفضل من بعض، حسب ما ورد الشرع في ذلك، ولا وجه من وجوه التفاضل إلا وهو في القرآن، الذي هو التلاوة والقراءة، وإنما يسمع بعض الناس من إطلاقنا أن القرآن لا يتفاضل، ونعني بذلك: القرآن الذي ليس بمخلوق، وهو الكلام الموجود بذات الله، الذي هو شيء واحد، لا ينقسم ولا يتجزأ، فيظن سامع أنا نقول ذلك في التلاوة والقراءة التي هي أصوات متقطعة، وحروف منطوقة، وهي مخلوقة مثل سائر المخلوقات، ولها أبعاض تتماثل وتتفاضل، فهذا موضع يحتاج إلى تأمل ما قلناه، والتفرقة بين التلاوة والمتلو، والقراءة والمقروء.
          وقيل: إنما فضل به هذه السورة أعني: سورة الإخلاص لاشتمالها على التوحيد لا غير. وقيل: إنما كانت ثلثاً؛ لأن القرآن يشتمل على إخلاص، واستقامة، وقصص، وأحكام، وأوصاف لله، وهي تشتمل على الصفات، وهي الثلث.
          وقيل: معنى ثلث القرآن: لشخص بعينه. وقيل: إن الله يتفضل بتضعيف الثواب لقارئها إلى مقدار ما يستحقه قارئ ثلث القرآن من غير تضعيف أجره.
          18- حديث أنس أنه سمع النبي صلعم يقول: ((أتموا الركوع والسجود، فوالذي نفسي بيده)) الحديث وسلف في الصلاة.
          19- حديث أنس أيضاً أن امرأة من الأنصار أتت رسول الله ومعها أولادها، الحديث وسلف في فضل الأنصار.
          وقد ورد في الباب أحاديث أخر وآثار، روى ابن أبي شيبة بسنده عن أبي سعيد الخدري: كان النبي صلعم إذا اجتهد في اليمين قال: ((لا والذي نفس(1) أبي القاسم بيده)).
          وعن أبي هريرة: كانت يمين النبي صلعم: ((لا، وأستغفر الله)). وقال ابن مسعود: والذي لا إله غيره.
          وقال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة. وقال أبو هريرة: لا ورب هذه الكعبة.
          وقالت عائشة: لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون.
          وعن رفاعة: كانت يمين النبي صلعم: أشهد عند الله.
          قال والدي ⌂:
          (باب كيف كانت يمين النبي صلعم) / .
          قوله: (أبو قتادة) هو الحارث الخزرجي و(ها الله) قيل ها حرف قسم كالواو والتاء والباء وقيل الهاء بدل عن الواو و(إذن) جواب وجزاء أي: لا والله إذاً صدق لا يكون كذا وفي بعضها ذا اسم إشارة أي والله لا يكون هذا وقصته تقدمت في الجهاد في باب من لم يخمس الأسلاب.
          و(موسى بن عقبة) بالقاف مر مع الحديث آنفاً و(جابر بن سمرة) بفتح المهملة وضم الميم وقيل بسكونها السوائي بضم المهملة وبالواو مات سنة ثلاث وسبعين.
          قوله: (قيصر) ملك الروم و(كسرى) بفتح الكاف وكسرها لقب ملوك الفرس.
          فإن قلت: اسم لا إذا كان معرفة وجب التكرير قلت: هو علم نكر أو لا بمعنى ليس أو مؤول نحو قضية ولا أبا حسن أو مكرر إذ حاصله لا قيصر ولا كسرى.
          وفيه معجزة إذ وقع كما أخبر ◙ مر في الجهاد.
          قوله: (محمد) أي: ابن سلام و(عبدة) ضد الحرة ابن سليمان و(ما أعلم) أي: من الأحوال والأهوال.
          قوله: (يحيى) ابن سليمان الجعفي و(ابن وهب) عبد الله و(حيوة) بفتح المهملة وسكون التحتانية وبالواو ابن شريح مصغر الشرح بالمعجمة والراء والمهملة و(أبو زرعة وأبو عقيل) بفتح المهملة وكسر القاف زهرة بضم الزاي وإسكان الهاء وبالراء ابن معبد بفتح الميم والموحدة وسكون المهملة بينهما ابن عبد الله بن هشام والرجال بصريون كلهم تقدموا في مناقب عمر.
          قوله: (حتى أكون) أي: لا يكمل إيمانك حتى أكون و(الآن) يعني كمل إيمانك، الخطابي: حب الإنسان نفسه طبع وحب غيره اختيار(2) وإنما أراد صلعم بقوله حب الاختيار إذ لا سبيل إلى قلب الطباع أي لا تصدق في حبي حتى تفدي في طاعتي نفسك.
          قوله: (زيد بن خالد الجهني) بضم الجيم وفتح الهاء وبالنون و(العسيف) بفتح المهملة الأولى الأجير والزاني كان غير محصن والزانية محصنة، وفيه تغريب سنة وهو حجة على الحنفية و(أنيس) مصغر أنس بالنون والمهملة الأسلمي بفتح الهمزة واللام مر في الصلح والشروط وغيرهما.
          قوله: (وهب) هو ابن جرير بفتح الجيم الأزدي و(محمد) ابن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي البصري مر في الأدب و(عبد الرحمن بن أبي بكرة) بفتح الموحدة نفيع مصغر ضد الضر الثقفي روى عن أبيه و(أسلم) بصيغة الماضي و(غفار) بكسر المعجمة وخفة الفاء وبالراء و(مزينة) مصغر المزنة بالزاي والنون و(جهينة) تصغير الجهنة بالجيم والنون و(تميم) بفتح الفوقانية و(عامر بن صعصعة) بفتح الصادين المهملتين وسكون العين المهملة الأولى و(غطفان) بفتح المعجمة والمهملة والفاء و(أسد) بلفظ الحيوان المشهور قبائل يمانية والعبارة تحتمل وجهين التوزيع بأن تكون أسلم خيرا من تميم وغفار خيراً من عامر وهكذا والجمع بأن يكون أسلم خيراً من الأربعة وكذا غفار وغيره ووجها ثالثا وهو أن تكون الأربعة من حيث الجملة خيراً من الأربعة بجملتها مع قطع النظر عن كل واحد منها والضمير في خافوا راجع إلى الأربعة الأقرب تقدم صريحاً في مناقب قريش أن الأربعة الأولى خير وأن الأربعة الأخرى خائنون.
          فإن قلت: ما مقول قالوا؟ قلت: نعم وهو مقدر ومر مصرحاً به في المناقب.
          قوله: (أبو حميد) مصغراً عبد الرحمن الساعدي و(العامل) هو عبد الله بن اللتبية بضم اللام وسكون الفوقانية وكسر الموحدة وشدة التحتانية و(لا يغل) أي لا يخون و(الرغاء) الصوت و(تيعر) بالكسر وقيل بالفتح أيضا من اليعار صوت الشاة و(قد بلغت) أي حكم الله إليكم و(العفرة) بضم المهملة وسكون الفاء وبالراء البياض الذي فيه شيء كلون الأرض.
          وفيه أن هدية العامل مردودة إلى بيت المال مر في كتاب الهبة في باب من لم يقبل الهدية لعلة.
          قوله: (المعرور) بفتح الميم وتسكين المهملة وضم الراء الأولى ابن سويد مصغر السود الأسدي عاش مائة وعشرين سنة وكان أسود الرأس واللحية و(أبو ذر) بفتح الذال وشدة الراء اسمه جندب بضم الجيم وسكون النون الغفاري قال: انتهيت إلى رسول الله صلعم.
          و(أترى) بضم التاء أي أتظن في نفسي شيئاً يوجب الأخسرية / وفي بعضها بفتحها. وفي بعضها: أنزل، أي في حقي شيئاً من القرآن و(ما شأني) أي: ما حالي وما أمري و(هكذا وهكذا) أي: إلا من صرف يميناً وشمالاً على المستحقين.
          قوله: (سبعين) تقدم في كتاب الأنبياء أن بعض الروايات سبعون ولا منافاة إذ هو مفهوم العدد. وفي (م) ستون وفي بعضها مائة و(صاحبه) أي الملك أو القرين والطوف عليه كناية عن المجامعة و(شق الرجل) أي نصف ولد. قال بعضهم: هو ما قال تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} [ص:34] وأما قول رسول الله صلعم (لو قال لجاهدوا) فهو من الوحي لأنه من باب علم الغيب.
          وفيه استحباب قول إن شاء الله قال تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا. إِلَّا أَن يَشَاء اللهُ} [الكهف:23-24].
          قوله: (محمد) قال الغساني: هو ابن سلام و(أبو الأحوص) بفتح الهمزة وسكون المهملة الأولى وبالواو سلام مشدداً و(أبو إسحاق) عمرو السبيعي و(البراء) بتخفيف الراء وبالمد ابن عازب بالمهملة والزاي و(السرقة) بفتح المهملة والراء والقاف القطعة و(سعد) هو ابن معاذ الأوسي سيد الأنصار.
          فإن قلت: ما وجه تخصيص سعد به؟ قلت: لعل منديل سعد كان من جنس ذلك أو كان متقضى الوقت استمالة قلبه أو كان اللامسون المتعجبون من الأنصار فقال: منديل سيدكم خير منه أو كان سعد يحب ذلك الجنس من الثوب أو ذلك اللون.
          وفيه منقبة سعد وأن أدنى ثيابه فيها كذلك لأن المنديل أدنى الثياب معد للوسيخ والامتهان مر في باب قبول الهدية من المشركين.
          قوله: (هند) منصرفاً وغير منصرف بنت عتبة بضم المهملة وسكون الفوقانية وبالموحدة ابن ربيعة بفتح الراء القرشية أم معاوية أسلمت يوم الفتح و(أو خباء) هو شك من يحيى ابن بكير الراوي بين لفظ الجمع والمفرد والإخباء جمع على غير قياس والخباء مفرد وهي الخيمة من الوبر أو الصوف أو شك بين الإخباء والأحياء جمع الحي.
          قوله: (وأيضاً) أي ستزيدين من ذلك إذ يتمكن الإيمان في قلبك ويزيد حبك لرسول الله صلعم وأصحابه وقيل معناه وأنا أيضاً بالنسبة إليك مثل ذلك والأول أولى و(مسيك) بفتح الميم وخفة المهملة وبكسرها والتشديد أي بخيل شحيح و(لا) أي: لا حرج و(بالمعروف) أي: أطعم بالمعروف مر في كتاب المناقب.
          قوله: (أحمد بن عثمان الأودي) بالواو والمهملة و(شريح) مصغر الشرح بالمعجمة والراء والمهملة ابن مسلمة بفتح الميم واللام الكوفي و(إبراهيم) هو ابن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي و(يوسف) روى عن جده و(عمرو بن ميمون) أدرك الجاهلية ورجم القردة والرجال بأسرهم كوفيون.
          قوله: (مضيف) أي مستند ممثل و(يمان) أصله يمني قدم إحدى الياءين على النون وقلب ألفاً وصار مثل قاض و(الربع) بسكون الموحدة وضمها و(الثلث) كذلك.
          قوله: (عبد الله ابن مسلمة) بفتح الميم واللام و(عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن) ابن أبي صعصعة بفتح المهملتين وسكون العين المهملة الأولى الأنصاري و(يرددها) يكررها و(كأن) بالتشديد و(يتقالها) يعدها قليلة و(تعدل ثلت) القرآن لأن جميعه إما متعلق بالمبدأ أو بالمعاش أو بالمعاد وقيل: أنه على ثلاثة أقسام قصص وأحكام وصفات الله تعالى وسورة الإخلاص متمحضة لله وصفاته فهي ثلثه.
          فإن قلت: فكيف يكون معادلاً للثلث ولا شك أن المشقة في قراءة ثلث القرآن أكثر من قراءتها بكثير والأجر بقدر النصب؟ قلت: قراءة السورة لها ثواب قراءة الثلث فقط وأما قراءة الثلث فلها عشر أمثالها تقدم في فضائل القرآن.
          قوله: (إسحاق) قال الغساني: لعله ابن منصور و(حبان) بفتح المهملة وشدة الموحدة وبالنون ابن هلال الباهلي و(همام) هو ابن يحيى و(إذا ما ركعتم) ما زائدة.
          فإن قلت: كيف رأى من وراء الظهر قلت: الرؤية أمر يخلقها الله تعالى ولا يشترط فيها المقابلة ولا المواجهة عقلاً حتى جوز الأشعرية رؤية أعمى الصين بقة أندلس مر في الصلاة.
          قوله: (إسحاق) قال الكلاباذي: وهب بن جرير يروي عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي و(أنكم) الخطاب لجنس المرأة وأولادها يعني: الأنصار.
          فإن قلت: فيلزم أن يكون الأنصار أفضل من المهاجرين عموماً ومن أبي بكر وعمر مثلاً خصوصاً؟ قلت: هو عام مخصوص بالدلائل الخارجية المخرجة له منه قالوا ما من عام إلا وقد / خص إلا {وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور:35].
          الزركشي:
          (إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده) أي: بالعراق.
          (وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده) أي: بالشام، قاله الشافعي في ((المختصر)).
          (سرقة) بفتحتين، أي: خرقة بيضاء.
          (من أهل أخبائك أو خبائك) الأول بفتح الهمزة جمع خباء، من خبأت، لأنه يختبئ فيه ويستتر.
          (مضيف ظهره) أي: مسنده، يقال: ضفته إليه أضيفه.
          (أن رجلا سمع رجلا) السامع قتادة بن النعمان، بينه (خ) في كتاب فضائل القرآن.
          (يتقالها) أي: يستقلها، أي: يراها قليلة.


[1] في المخطوط: ((والذي لا إله نفس)) ولعل الصواب ما أثبتناه.
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: فيه نظر فإن الإنسان يهوى مليحة ويديف في حبها ولا يستطيع أن يهجرها ويتركها)).