نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: ارجع فصل فإنك لم تصل.

          6667- (حَدَّثَنِي) بالإفراد، وفي رواية أبي ذرٍّ: <حدَّثنا> (إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ) أبو يعقوب الكوسج المروزي، قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) هو حمَّاد بن أسامة، وقد تقدَّم في كتاب «الاستئذان» [خ¦6251] بهذا السَّند سواء، لكن فيه عبد الله بن نمير بدل أبي أسامة، فكأنَّ لإسحاق بن منصور فيه شيخين. وقد أخرجه التِّرمذي عن إسحاق بن منصور عن عبد الله بن نمير وحده، وأخرجهُ مسلمٌ عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة وعبد الله بن نمير جميعًا.
          (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ) بضم العين (بْنُ عُمَرَ) العمري (عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ) كيسان المقبري (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (أَنَّ رَجُلًا) اسمه: خلَّاد بن رافع (دَخَلَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي) وفي رواية أبي ذرٍّ: <فصلّى> بالفاء بدل التحتية (وَرَسُولُ اللَّهِ صلعم فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ) صلعم (فَقَالَ لَهُ) بعد ما ردَّ ◙: (ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ) نفيٌ للحقيقة الشَّرعيَّة، ولا شكَّ في انتفائها بانتفاء ركنٍ، أو شرطٍ منها، وفي رواية: ((أعد صلاتك))، (فَرَجَعَ) الرَّجل (فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ) عليه صلعم .
          (فَقَالَ) له: (وَعَلَيْكَ) السَّلام (ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ) فرجع فصلَّى، ثمَّ (قَالَ) الرَّجل (فِي الثَّالِثَةِ: فَأَعْلِمْنِي) بقطع الهمزة، وفي رواية أبي ذرٍّ عن الكُشميهني: <في الثانية أو الثالثة فأعلمني يا رسول الله> (قَالَ) صلعم : (إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ) بهمزة قطع مفتوحة (ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، فَكَبِّرْ) تكبيرة الإحرام (وَاقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ) «ما» موصولة، و«معك» متعلق بتيسر، / أو بحال من القرآن، و«من» تبعيضية، ويبعد أن يتعلَّق «من القرآن» باقرأ؛ لأنَّه يجب عليه ولا يستحبُّ له أن يقرأَ جميع ما تيسَّر له من القرآن، وفي رواية أحمد وابن حبَّان: ((ثمَّ اقرأ بأمِّ القرآن، ثمَّ اقرأ بما شئت)).
          (ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ) أي: إلى أن تطمئن؛ أي: تسكن حال كونك (رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَعْتَدِلَ) حال كونك (قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ) حال كونك (سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ وتطمئن) حال كونك [(جالساً ثم ارفع حتى تستوي) حال كونك] (قَائِمًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ) المذكور من التَّكبير وما بعده (فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا) فرضًا ونفلًا على اختلاف أوقاتها وأسمائها، أو أكَّد الصَّلاة بكل؛ لأنَّها أركانٌ متعدِّدة. وفي الحديث حجَّةٌ قاطعةٌ في جواز القراءة في الصَّلاة بما تيسَّر، وقد سبق الحديث في باب وجوب القراءة للإمام والمأموم، وفيه وقال: ((والَّذي بعثك بالحقِّ ما أحسن غيره)). فيدخل في الباب من هذه الحيثيَّة، وأورد المصنِّف هذه الرِّواية هنا العارية عن هذه الزِّيادة تشحيذًا للأذهان، كذا قيل.