نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: افعل ولا حرج.

          6665- (حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ) بفتح الهاء والمثلثة بينهما ياء ساكنة، أبو عمر المؤذِّن البصري (أَوْ) حدَّثنا (مُحَمَّدٌ) هو: ابنُ يحيى الذُّهلي (عَنْهُ) أي: عن عثمان بن الهيثم، وكلُّ واحدٍ من عثمان، ومحمد الذُّهلي من شيوخ البخاري، وكذا وقع مثله في باب «الذَّريرة» في أواخر كتاب «اللِّباس» [خ¦5930]. وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق محمَّد بن يحيى الذُّهلي عن ابن الهيثم.
          (عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ) هو: عبدُ الملك بن عبد العزيز بن جريج، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ) الزُّهري (يَقُولُ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ) بن عُبيد الله _بضم العين_ التَّيمي القرشي (أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ) ☻ (حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم بَيْنَمَا) بالميم (هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ) بمنى على ناقته (إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ) لم يُسمَّ (فَقَالَ: كُنْتُ أَحْسِبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا) أي: حلقت قبل أن أنحرَ، نحرتُ قبل أن أرمي، كما في مسلم من رواية يحيى بن سعيدٍ الأمويِّ عن ابن جريج. وقيل: أي: كنت أحسب الطَّواف قبل الذَّبح، والذَّبح قبل الحلق.
          (ثم قَامَ آخَرُ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتُ أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا لِهَؤُلاَءِ) أي: لأجل هؤلاء (الثَّلاَثِ) / النَّحر والحلق والرَّمي، وقيل: الذَّبح والحلق والطَّواف (فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم ) لكلٍّ من الرَّجلين (افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ) أي: لا إثم ولا فدية في التَّقديم والتأخير (لَهُنَّ) أي: لأجل هؤلاء الثَّلاث (كُلِّهِنَّ يَوْمَئِذٍ، فَمَا سُئِلَ) صلعم (يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ) من الرَّمي والنَّحر والحلق قدِّم أو أخِّر.
          (إِلاَّ قَالَ: افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ) وفي رواية أبي ذرٍّ عن الحمويي: <افعل افعل> بالتِّكرار؛ أي: افعل ذلك التَّقديم والتَّأخير ولا حرج عليك مطلقًا. وقد سبق الحديث في «العلم» بلفظ [خ¦83]: أنَّ رسول الله صلعم وقف في حجَّة الوداع بمنى للنَّاس يسألونه، فجاءه رجلٌ فقال: لم أشعر فحلقتُ قبل أن أذبح؟ فقال: ((اذبح ولا حرج))، فجاء آخرٌ فقال: لم أشعر فنحرتُ قبل أن أرمي؟ قال: ((ارم ولا حرج))، وكذا هو في باب الفتيا على الدَّابَّة عند الجمرة من كتاب الحج [خ¦1736].
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة من حيث إنَّ البخاري ألحق الحسبان بالنِّسيان لكون كلٍّ منهما من عمل القلب.