التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أول ما بدي به رسول الله الرؤيا

          4953- 4954- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ): (يحيى) هذا: هو ابن بُكَيْر، كما في «أطراف المِزِّيِّ»، انتهى، و(اللَّيْثُ): هو ابن سعد، أحد الأعلام، و(عُقَيْل): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بضمِّ العين، وفتح القاف، وأنَّه ابن خالد، و(ابْن شِهَابٍ): هو الزُّهريُّ محمَّد بن مسلم.
          قوله: (ح): تَقَدَّم الكلام عليها في أوائل هذا التعليق كتابةً وتلفُّظًا [خ¦6]، وسيأتي الكلام عليها أيضًا في أواخره [خ¦7561].
          قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ): (أبو رِزْمَة): بكسر الراء، ثُمَّ زاي ساكنة، ثُمَّ ميم مفتوحة، ثُمَّ تاء، وهذا ظاهرٌ عند أهله، و(أَبُو صَالِحٍ سَلْمُوْيَه(1)): هو بفتح السين المهملة، ثُمَّ لام ساكنة، ثُمَّ ميم مضمومة، ثُمَّ واو ساكنة، ثُمَّ مثنَّاة تحت مفتوحة، ثُمَّ هاء، كذا يقوله المحدِّثون، والنحاة يفتحون الميم والواو، ويسكِّنون الياء، ويكسرون الهاء، وفي أصلنا في آخره تاء مضمومة مجوَّدًا بالقلم، وقد اختلفتُ أنا وشيخُنا العراقيُّ في حال قراءة هذا المكان، فكان شيخنا يقول: هو بالتاء، وأقول أنا: هو بالهاء، وقد ذكرت له كلام ابن الصلاح في «الكلام على المسلسل بالأوَّليَّة» له في (زيلويه)، و(عَمرويه)، و(نفطويه)، وكلامَه على قول أهل العربيَّة وأهل الحديث، وأنَّه ليس بتاء في آخره على كلِّ قولةٍ، والتاء خطأ، فقال شيخنا: هذا ليس من هذا الباب، ويعني أنَّه بالتاء في آخره، ولهذا ضُبِط في أصلنا بالتاء، وقد قال الجوهريُّ في (ويه): (أمَّا سيبويه ونحوه من الأسماء؛ فهو اسم يُبْنَى مع صوت، فجُعِلَا اسمًا واحدًا مكسورًا آخره؛ كما كسروا «غاقِ»؛ لأنَّه ضارع الأصوات، وفارق «خمسة عشر»؛ لأنَّ آخره لم يضارع الأصوات، فيُنوَّن في التنكير، ومَن قال: هذا سيبويهُ، ورأيت سيبويهَ؛ فأعربه بإعراب ما لا ينصرف، وجمعه فقال: السِّيْبَوَيْهَان، والسِّيْبَوَيْهُون، وأمَّا مَن لم يُعرِبه؛ فإنَّه يقول في التثنية: ذوا سيبويهِ، وكلاهما سيبويهُ، ويقول في الجمع: ذوو سيبويهِ، وكلُّهم سيبويه)، انتهى.
          وقال ابن قُرقُول: («وسلْمويه»: كذا ضبطه أبو نصر الحافظ بسكون اللام، وقيَّدناه عن كافَّة شيوخنا بفتح اللام، ومنهم من يقول: «سلمويه»، واسمه سلمة، ويقال: سليمان)، انتهى، وقدَّم غيرُه (سليمان)، وهو سليمان بن صالح الليثيُّ مولاهم، أبو صالح سَلْمُوْيَه المروزيُّ، صاحب ابن المبارك، كان ابن المبارك يخصُّه بالحديث، فروى عنه ثمان مئة حديث ممَّا لم يقع في الكتب، مات قبل سنة عشر ومئتين وكان جاوز المئة، أخرج له البُخاريُّ مقرونًا بغيره، وأخرج له النَّسائيُّ، قال أبو عليٍّ الغسانيُّ في (الألقاب) من «تقييده»: (قال أبو جعفر العقيليُّ: كان عندهم ثِقةً)، انتهى، وفي «الكاشف»: صدوقٌ، ولم أرَ فيه في «التذهيب» توثيقًا ولا تجريحًا، ولا في «الميزان»، والله أعلم. /
          قوله: (فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا): تَقَدَّم أنَّها (فُعلى)، وأنَّها غير منوَّنة، وكذا تَقَدَّم الكلام على (فَلَقِ الصُّبْحِ)، وعلى (الْخَلَاءُ)؛ وهي الخلوةُ، وعلى (حِرَاءٍ)، وعلى (التَّحَنُّث)، وتَقَدَّم على (فَجِئَهُ)؛ أي: جاءه بغتة، وعلى (الْمَلَكُ)، وأنَّه جبريل ◙، وعلى (مَا أَنَا بِقَارِئٍ)، وعلى (فَغَطَّنِي)، وعلى (الْجُـَهْدَُ)، وإعرابه، وعلى كون الغطَّات ثلاثًا، وعلى (بَوَادِرُهُ) [خ¦4]، وعلى (زَمِّلُونِي)، وعلى (الرَّوْعُ)، وعلى قوله: (لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي)، وعلى (لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا)، وعلى (الكَلِّ)، وعلى (تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ)، وعلى (تَقْرِي)، وأنَّه ثُلاثيٌّ معتلٌّ، وعلى (وَرَقَةَ بْن نَوْفَلٍ)، وعلى (تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ)، وعلى (يَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ)، وعلى(2) (شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ)، والعميان من الصَّحابة والأشراف ومن الأنبياء، وعلى (النَّامُوسُ)، وعلى عدوله عن عيسى وذكر (مُوسَى)، وعلى (جَذَعًا) معنًى وإعرابًا، وعلى (مُؤَزَّرًا)، وعلى (يَنْشَبْ)، وعلى فترة الوحي ومدِّتها حكمةً وزمانًا [خ¦3].
          قوله: (قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ...)؛ فذكر بقيَّة الحديث، وهذا بالسند المذكور قبله، غير أنَّ الأوَّل رواه ابن شهاب عن عروة عن عائشة، وهذا رواه عن أبي سلمة عن جابر، والله أعلم.
          قوله: (فَفَرِقْتُ مِنْهُ): (فَرِق)؛ بكسر الراء: فزع.
          قوله: (فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}[المدثر:1]): تَقَدَّم الكلام في أوَّل هذا التعليق على أوَّل ما نزل من القرآن، وأنَّه {اقْرَأْ} على الصحيح [خ¦3].
          قوله: (قَالَ أَبُو سَلَمَةَ): هو شيخ الزُّهريِّ عبد الله _وقيل: إسماعيل_ بن عبد الرَّحمن بن عوف، أحد الفقهاء السبعة على قول الأكثر، تَقَدَّم مِرارًا.


[1] كذا في (أ)، ورواية «اليونينيَّة» و(ق): (سَلْمُوْيَةُ)، وفي هامش (ق): (اسمه سُليمان بن صالح، وقيل: ابن دَاود، قال شيخي ما معناه: لعلَّ صوابه: سَلمويَهْ؛ بالهاء وصلًا ووقفًا).
[2] في (أ): (وقد)، لعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.