التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: اكتب في المصحف في أول الإمام بسم الله الرحمن الرحيم

          4952م# قوله: (قَالَ(1) قُتَيْبَةُ): كذا في أصلنا القاهريِّ والدِّمَشْقيِّ، وفي نسخة في أصلنا القاهريِّ: (حدَّثنا قتيبة)، وقد تَقَدَّم الكلام على ما إذا [قال]: (قال فلانٌ) إذا كان شيخَه؛ كهذا؛ وأنَّه كـ(حدَّثنا)، لكن الغالب استعمالها في المذاكرة [خ¦142]، و(حَمَّادٌ) بعده: هو حمَّاد بن زيد المشهور، و(الْحَسَن): هو ابن أبي الحسن البصريُّ.
          قوله: (اكْتُبْ فِي الْمُصْحَفِ فِي أَوَّلِ الإِمَامِ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَاجْعَلْ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ خَطًّا): سمَّى الحسنُ مُصْحَفَهُ إمامًا؛ لأنَّه يُقتَدى به، وكذا رأيت عن عثمان: أنَّه سمَّى المُصْحَف إمامًا لهذا المعنى، قال شيخنا: (هذا المذكور عن مصحف الحسن شذوذ، كما نبَّه عليه السُّهيليُّ، ويريد بـ«الأوَّل»: قبل أمِّ الكتاب، وقال الداوديُّ: إن أراد خطًّا موضع «بسم الله»؛ فحسنٌ، وإن أراد خطًّا وحدَه؛ فلم يكن الأمر على ذلك، قال ابن الزُّبَير: قلت لعثمان: لِمَ لَمْ تكتبوا «بسم الله الرَّحمن الرحيم» بين «الأنفال» و«براءة»؟ فقال: تُوُفِّيَ(2)رسول الله صلعم ولم يثبته، فأشكل علينا أن تكون منها، وهي على هذا من القرآن؛ إذ لا يُكتَب في المصحف ما ليس بقرآن، قال السهيليُّ: «ولا يلزم أنَّها آيةٌ من كلِّ سورة، بل ولا من الفاتحة، بل نقول: إنَّها آية من كتاب الله مقترنة مع السورة، وهو قول أبي حنيفة وداود، ثُمَّ ادَّعى أنَّه بيِّنُ القوَّةِ لمن أنصف» _قال شيخنا_: ولا يُسَلَّم له ذلك؛ بل مَن تأمَّل الأدلة؛ ظهر له أنَّها آية من الفاتحة ومن كلِّ سورة، وقد سلفت الإشارة إلى بعض ذلك، وأبعد ابن القصَّار حيث استدلَّ على أنَّها ليست(3) بقرآن من أوائل السور؛ من قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}[العلق:1]، ولم يذكرها)، انتهى، وقد قدَّمتُ في أوَّل (براءة) أنَّ التِّرْمِذيَّ والحاكم رَوَيَا نقل ذلك عن ابن عبَّاس: أنَّه سأل عثمان عن تركهم التسمية بين (الأنفال) و(براءة)؛ فانظره [خ¦65-6740].


[1] كذا في (أ) و(ق)، ورواية «اليونينيَّة»: (وَقَالَ).
[2] في هامش (أ): (لعلَّه سقط «تُوُفِّيَ»).
[3] في (أ): (ليس)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.