التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث ابن عباس: أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء

          4681- قوله: (حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ): هو حجَّاج بن محمَّد الأعور الحافظ، تَقَدَّم، و(ابْنُ جُرَيْجٍ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه عبد الملك بنُ عبد العزيز بن جُرَيج.
          قوله: (سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: ▬أَلَا إنَّهم يَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ↨): في هامش أصلنا بخطِّ بعض فضلاء الحنفيَّة ما لفظه: (عَنِ ابن عبَّاس ثلاثةُ أوجه: {يَثْنُونَ}، و▬يَثْنُونِي↨، و▬يَثْنَونَى↨)، انتهى، قال البُخاريُّ: (شَكٌّ وَامْتِرَاءٌ) [خ¦65-6791]، وهذا التفسيرُ وقع للقراءة المتواترة، وقال شيخُنا: (قراءةُ الجمهور بفتح الياء، وعن سعيد بن جُبَير ضمُّها)، ثُمَّ ذكر بعده بقليل(1) كلامًا لا يتحرَّر مِن سقم النُّسخة، وبخطِّ شيخِنا الإمام أبي جعفر الأندلسيِّ ما لفظه: (لابن عبَّاس في هذه الآية قراءتان: بالتاء على تأنيث الصدور، والياءِ على إرادة الجمع، وهو مضارعٌ ماضيه: «اِثْنَوْنَى» على وزان «اِفْعَوْعَل»، و▬صُدُورُهُم↨: فاعل؛ والمعنى: تنطوي صدورُهم)، انتهى.
          وقال بعضُهم: (قرأ ابن عبَّاس: «تَثْنَونِي»؛ بمثنَّاة مفتوحة، ثُمَّ مثلَّثة ساكنة، ثُمَّ نون مفتوحة، ثُمَّ واو ساكنة، ونون مكسورة، على وزن «تَفْعَوعِل»؛ وهو بناءُ مبالغةٍ؛ أي: تلتوي(2)، وقد نسب أهلُ القراءات لابن عبَّاس فيها قراءاتٍ، الثانية: بفتح الياء، وسكون الثاء المثلَّثة، وفتح النون، وكسر الواو، وتشديد النون الأخيرة، [الثالثة: «تَثْنَوِي»؛ بفتح التاء، وسكون المثلَّثة، وفتح النون، وكسر الواو بعدها ياء ساكنة، بزنة يَرْعَوِي])، وفي (يثنوني) قراءاتٌ ذكرها الإمام شهاب الدين السمين في «إعرابه»؛ أحدها: المتواترة، ثُمَّ ذكر فيها عشرَ قراءاتٍ شواذَّ، وعزا كلَّ قراءة لقارئها، وذكر تخريجها وأطال، وقد ذكرتُ ذلك في المسوَّدة في ورقة أجنبيَّة، فإن أردت ذلك؛ فانظره مِنَ المسوَّدة.
          قوله: (أَنْ يَتَخَلَّوْا): هو بالخاء المعجمة في أصلنا، قال شيخنا: (ورُوِيَ بالخاء المعجمة، مِنَ «الخلوة»، وبالمهملة، حكاهما ابن التِّين، ثُمَّ قال عَنِ الشيخ أبي الحسن: إنَّ الثانيَ أحسنُ، ولعلَّه يريد: [أنَّه يرقُدُ] على حُلاوة قفاه(3)، فيقال: يحلى)، انتهى.
          قوله: (فَيُفْضُوا): هو بضمِّ أوَّله؛ لأنَّه رُباعيُّ (أفضى)، وكذا (فَيُفْضُوا) الثانية.


[1] زيد في (أ): (ذكر فيه)، ولعلَّ حذفها هو الصَّواب.
[2] في (أ): (يلتوي)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.
[3] في (أ): (فقال)، والمثبت موافق لمصدره.