التلقيح لفهم قارئ الصحيح

[تتمة غريب سورة المائدة الآيات:102- 138]

          قوله: ({قُبُلًا}: جَمْعُ قَبِيلٍ): بضمِّ القاف والباء بالقلم في أصلنا، قال شيخُنا بعد أن ضبطه كما ضبطتُه ما لفظه: (قال ابن التِّين: ضُبِط في بعض الأمَّهات بكسر القاف، وفتح الباء، وليس ببيِّن، وإنَّما يكون جمعًا إذا كان بضمِّ القاف والباء)، انتهى.
          قوله: ({حِجْرٌ}: حَرَامٌ): قال الدِّمْياطيُّ: (الحُـَـِجْر: الحرام، يُكسَر، ويضمُّ، ويُفتَح، والكسرُ أفصحُ، قاله الجوهريُّ، وحَـِجْر الإنسان: يُفتَح ويُكسَر، وحَجْر اليمامة: قصبةٌ بها، يُفتَح خاصَّةً)، انتهى، قال الجوهريُّ بعد أن ذكر اللُّغات الثلاث في (حجر): (والكسرُ أفصحُ، وقد قُرِئ بهنَّ في قوله تعالى: {وَحَرْثٌ حِجْرٌ}).
          قوله: (وَالْحِجْرُ: كُلُّ بِنَاءٍ بَنَيْتَهُ): هو بكسر الحاء، وإسكان الجيم، وكذا قوله: (وَيُقَالُ لِلأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ: حِجْرٌ)؛ بكسر الحاء، وإسكان الجيم، وكذا: (وَيُقَالُ لِلْعَقْلِ: حِجْرٌ) مثله، قال ابن قُرقُول: (في «كتاب الأنبياء»: «ويقال للعقل: حِجْر(1) وحِجًى» [خ¦60/17-5186]؛ كذا لهم، وللأصيليِّ: و(حجنٌ) مكان (حِجًى)، وهو وهم، وفي آخر (سورة الأنعام) للنسفيِّ مثله)، انتهى.
          وقوله: (وَأَمَّا الْحِجْرُ؛ فَمَوْضِعُ ثَمُودَ): مثل ضبط ما قدَّمتُه؛ وكذا (وَمَا حَجَّرْتَ عَلَيْهِ مِنَ الأَرْضِ)، (حجرت): مخفف ومشدَّد، وقوله: (فَهُوَ حِجْرٌ): مثل ما تَقَدَّم.
          قوله: (وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا): (الحطيم): معروف، وقد تَقَدَّم ما هو، ومراده هنا بـ(الحِجْر)؛ وهو شبه نصف دائرة ملاصقًا للبيت من جانبه الشماليِّ، وقد قدَّمتُ هل هو من البيت، كلُّه أو بعضه؟ وكم البعض؟ في (الحجِّ) [خ¦1584]؛ فانظره، والله أعلم.
          وقوله: (وَأَمَّا حَجْرُ الْيَمَامَةِ): هذا بفتح الحاء، وقد قدَّمتُ تقييده عَنِ الدِّمْياطيِّ، وتَقَدَّم أيضًا في كلامي، والحاصلُ: أنَّ كلَّ ما ذكره البُخاريُّ؛ فهو بكسر الحاء، وإسكان الجيم، إلَّا (حَجْر: حرام) على لغة، وإلَّا ([حجْر] اليمامة)؛ فإنَّه بفتح الحاء، وإسكان الجيم فقط، والله أعلم.


[1] في (أ) تبعًا لبعض نسخ مصدره: (حَجْل)، والمثبت من مطبوعه موافقًا لِما في «البخاريِّ» و«مشارق الأنوار» ░1/381▒.