التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا

          4621- قوله: (قَطُّ): تَقَدَّمتْ بلُغاتها في أوَّل هذا [خ¦7].
          قوله: (لَهُمْ خَنِينٌ): هو بالخاء المُعجَمة المفتوحة، كذا في أصلنا، وفي الهامش(1): (حَنينٌ)؛ يعني: بالحاء المهملة، وعليها علامةُ راويها، قال الدِّمْياطيُّ: (الخَنين: ضربٌ مِنَ البُكاء دون الانتحاب، وأصلُ الخنين: خروجُ الصوت مِنَ الأنف؛ كالحنين مِنَ الفم)، انتهى، قال ابن قُرقُول: («حَنين»؛ بالحاء المُهمَلة للقابسيِّ والعُذريِّ، وللكافَّة: بالخاء، وهو الصوابُ، وهو تردُّدُ البكاءِ بصوتٍ أغنَّ، وقال أبو زيدٍ: الخنين مثل الحنين، وهما الشديدُ مِنَ البكاء، وقد جاء في بعض الرِّوايات: «وأكثَرَ الناسُ مِنَ البكاء»، قال ابن دُرَيد: «الخنين؛ بالخاء المعجمة: تردُّدُ البكاءِ مِنَ الأنف، وبالحاء: تردُّده مِنَ الصدر»)، انتهى.
          قوله: (فَقَالَ رَجُلٌ: مَنْ أَبِي؟): هذا الرجلُ يحتمل أن يكون عبدَ الله بنَ حُذافة، كما صرَّح به في (الاعتصام) [خ¦7294]، وهو عبدُ الله بنُ حُذافة بن قيس بن عديٍّ، أبو حُذافة السَّهميُّ، له هِجْرتان، وهو أخو خُنَيس بنِ حذافةَ، زوجِ حفصة أمِّ المؤمنين، ترجمته معروفة، وقال شيخُنا: (وقيل: أخوه قيس، فيما ذكره العسكريُّ)، وجزم بعضُ الحُفَّاظ المتأخِّرين بأنَّه عبد الله بن حذافة، انتهى، وقد تَقَدَّم أنَّ آخَرَ قام، فقال: مَن أبي؟ قال: «أبوك سالمٌ مولى شيبة» [خ¦92]، قال ابنُ شيخِنا البلقينيِّ: (فذُكِر لي أنَّ اسمَه سَعْدٌ في «التمهيد» لابن عبد البَرِّ)، انتهى، ونقل شيخُنا عن مقاتل في سبب نزولها، وفيه: (ثُمَّ قام رجلٌ مِن بني عبد الدار، فقال: يا رسول الله: مَن أبي؟ قال: «سعد»، نسبه إلى غير أبيه)، انتهى، وسالمٌ مولى شيبة تَقَدَّم أنِّي لا أعرفه، ولا أعرف له ترجمةً، ولعلَّه هلك على كفره [خ¦92]، والله أعلم، وقال بعض حفَّاظ العصر في (كتاب الاعتصام): (هو سعد بن سالم، مولى شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، وقد أوضحتُه في «كتاب الإيمان»).
          قوله: (رَوَاهُ النَّضْرُ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ): أمَّا (النضر)؛ فقد تَقَدَّم مِرارًا أنَّه بالضاد المعجمة [خ¦152]، وهو ابن شُمَيل، وتعليقُه هذا رواه مسلمٌ، وأمَّا تعليق رَوح؛ فأخرجه البُخاريُّ في (الاعتصام): عن محمَّد بن عبد الرحيم عن رَوح [خ¦7295]، ومسلمٌ في (فضائل النَّبيِّ صلعم) عن محمَّد بن مَعْمَر عن رَوح، وأخرجه التِّرْمِذيُّ في (التفسير) عن محمَّد بن مَعْمَر عن رَوح نحوه، وقال: (حسن صحيح غريب).


[1] في (أ): (الها)، ولعلَّ المُثبَت هو الصَّواب.