التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه

          4526- 4527- قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ): (إسحاق) هذا: تَقَدَّم الكلام عليه قريبًا؛ فانظره، وقال شيخُنا هنا: (إسحاق: هو ابن إبراهيم، كما نسبه ابن السَّكن)، ثُمَّ نقل بعد ذلك شيئًا عن أبي نُعيم وغيرِه لا يتحرَّر من سقم النسخة، انتهى، و(ابْنُ عَوْنٍ): هو عبد الله بن عون بن أَرْطبان، لا ابن أمير مصر، تَقَدَّم أنَّ الثاني ليس له في «البُخاريِّ» شيءٌ، إنَّما روى له مسلمٌ والنَّسائيُّ.
          قوله: (فِيمَا أُنْزِلَتْ): كذا في أصلنا، وفي الطرَّة نسخةٌ: (فيمَ)، وهذه هي الجادَّة، وما في الأصل لغةٌ، وقد تَقَدَّمتْ [خ¦7].
          قوله: (قَالَ: أُنْزِلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا): قال بعض الحفَّاظ المتأخِّرين: (للطبريِّ(1) في «التفسير» قال: نزلت في إتيان النساء؛ يعني: مدبراتٍ).
          قوله: (وَعَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ: حَدَّثَنِي أَبِي: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ): هذا معطوف على السند الذي قبله، وليس تعليقًا، وقد رواه البُخاريُّ: عن إسحاق، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن أيوب به.
          قوله: (يَأْتِيهَا فِي...): كذا في أصلنا (في)، وعليها (صح)، وبعدها بياض، ويوجد في بعض الأصول: بعد (في): (ضب)، وهذه تُسمَّى عند المحدِّثين: ضبَّة، إشارة إلى أنَّه سقط منه شيءٌ، وكأنَّ البُخاريَّ ☼ حذف ما بعد (في)؛ للعلم به، ولتنزيه الكتاب عنه، وهو الدبر؛ لاستنكاره، وقد استنكره عليه ابنُ عبَّاس، وسيأتي الكلام عليه قريبًا.
          قوله: (رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ): (محمَّد) هذا: تعليقُه لم أرَهُ في شيء مِنَ الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، قال شيخُنا: (زعم خلف أنَّ البُخاريَّ رواه تعليقًا عن محمَّد هذا، ورواه أبو نُعيم عن أبي عمرو بن حمدان: حدَّثنا الحسن بن سفيان: حدَّثنا أبو بكر الأعين: حدَّثني محمَّد بن يحيى بن سعيد عن أبيه به، وزعم ابن طاهر أنَّ محمَّدًا هذا ممَّن انفرد به البُخاريُّ، وأباه ابنُ عساكر فمَن بعده، فذكره في شيوخ مسلم)، انتهى.
          و(محمَّد) هذا: هو ابن يحيى بن سعيد القطَّان، أبو صالح البصريُّ، عن أبيه، وابن عُيَينة، ومعاذ بن معاذ، وجماعةٍ، وعنه: ابناه: أحمد وصالح، وعفَّان وهو أكبر منه، والذهليُّ، وعبد الله بن أحمد ابن حنبل، وأبو يعلى، وخلقٌ، قال ابن حبَّان في «الثقات»: (مات في رمضانَ سنة «223هـ»)، وكذا أرَّخه غيرُه، وقيل: مات سنة ░226هـ▒، قال الذهبيُّ: (قلتُ: هذا والذي قبله وهم في تاريخ موته، فإنَّ أبا يعلى والحسن بن سفيان إنَّما دخلا البصرة في حدود الثلاثين ومئتين، وقد رأيتُ بعض العلماء أرَّخ موتَه سنة ثلاث وثلاثين ومئتين، وهو أشبهُ)، انتهى، علَّق له البُخاريُّ هنا، وأخرج له مسلم في المقدِّمة، وأخرج له أبو داود في المسائل التي سأل عنها الإمامَ أحمد ابن حنبل.
          و(عُبَيدُ اللهِ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّه عُبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخَطَّاب العمريُّ.


[1] في (أ): (للطبراني)، والمثبت من مصدره.