التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: وسمى النبي الصلاة عملًا

          ░48▒ باب وَسَمَّى النَّبِيُّ صلعم الصَّلاةَ عَمَلًا وَقَالَ: (لاَ صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ).
          هَذَاَ الحَدِيث سلف مُسندًا فِي الصَّلاة [خ¦756].
          7534- ثمَّ ساق عن سُلَيمانَ، حدَّثنا شُعبةُ، عن الوليدِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَسَدِيُّ، حدَّثنا عَبَّادُ بْنُ العَوَّامِ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ العَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْروٍ الشَّيْبَانِيِّ _واسمه سَعْدُ بن إِيَاسٍ_ عَنِ ابن مَسْعُودٍ ☺ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلعم: أيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (الصَّلاةُ لوقتِهَا وَبِرُّ الوَالِديْنِ، ثُمَّ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ).
          هَذَاَ الحَدِيث سلف فِي الصَّلاة والجهاد والأدب [خ¦527] [خ¦2782] [خ¦5790]، وأدخل ابن بطَّالٍ هَذَاَ الحَدِيث فِي الباب قبلَهُ وأسقطه ابن التِّين.
          وقَرَن ◙ حَقَّ الوالدين بحقِّ الله هنا بواو العطف وليس مخالفًا لحديث الباب قبله لمَّا سُئل أيُّ العمل أفضلُ؟ ((إِيمَانٌ باللهِ، ثُمَّ الجِهَادُ، ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ))، ولَمْ يَذكر برَّ الوالدَين؛ لأنَّه إنَّما يُفتى السائل بحسْبِ مَا يُعلم مِن حاله أَوْ بما يُتَّقى عليه مِن فِتنة الشَّيطان.
          فلذلك اختلف ترتيب الأفضل مِن الأعمال مَعَ أنَّه قد يكون العملُ فِي وقتٍ أوكدَ وأفضلَ مِنْهُ فِي وقْتٍ آخر، وأفضلَ في وقتٍ آخر كالجِهَاد الذي يتأكَّدُ مرَّةً ويتراخَى أخرى؛ أَلَا تراه أَمَرَ وَفْد عبد القيس بأمرٍ فصْلٍ باشتراطهم ذَلِكَ مِنْهُ، فلم يُرتِّب لهم الأعمال ولا ذكر لهم الجِهاد ولا بِرَّ الوالدين، وإنَّما ذكر لهم أداء الخُمْس ممَّا يَغْنَمُون، وذكر لهم الانتباذ فِي المزفَّت فيما نَهَاهم عنه، وفي المنهيَّاتِ مَا هُوَ آكَدُ مِنْهُ مِرارًا.