التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول الله تعالى: {قل هو القادر}

          ░10▒ باب قَوْلِ الله تَعَالَى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} [الأنعام:65]
          7390- ذَكَرَ فِيْهِ حَديث جابرِ بن عَبْد اللهِ السَّلَميِّ ☻ فِي دُعاء الاستخارة، وقَد سَلَفَ فِي الأدعية قريبًا [خ¦6382].
          و(القادر) والقُدرة مِن صِفاتِ الذَّات، وقَد سَلَفَ فِي باب قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} [الذاريات:58] [خ¦7378] أنَّ القُوَّة والقُدرة بمعنى وكذلك القادر والقويُّ بمعنى، وذكر الأَشْعَرِيُّ أنَّ القُدرة والقُوَّة والاستطاعة معناها واحدٌ. لكن لَمْ يُشتقَّ لله تَعَالَى مِن الاستطاعة اسمٌ، ولا يجوز أَنْ يوصف بأنَّه مستطيعٌ لعدم التوقيف بِذَلِكَ، وإن كَاَنَ قد جاء القرآن بالاستطاعة، فقال: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} [المائدة:112] فإنَّما هُوَ خبرٌ عنهم ولا يقتضي إثباته صِفَةً له تَعَالَى، فدلَّ عَلَى ذَلِكَ أمران تأنيبُهُ لهم عَقِب هَذَا، وقراءة مَن قرأ: {هَلْ تَستَطِيعُ ربَّك} يعني: هل تستطيع سؤالَ ربِّك، وقد أخطأوا فِي الأمرين جميعًا لافترائهم عَلَى أنفسِهم وخالقِهم ما لَمْ يأذن لهم فِيْهِ ربُّهم ╡.
          وَقَوْلُهُ فِي دُعاء الباب: (فَاقْدُرْهُ لِي) أَيْ: اقضِ لي به، والرواية بضمِّ الدَّال وقد رُوي بكسرها.