الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: نحن أحق بصومه

          3942- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا): بالجمعِ لأبي ذرٍّ (أَحْمَدُ أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ): بالشَّكِّ في اسمهِ، وذكره المصنِّف في ((التَّاريخ)) بلفظ: أحمد من غير شكٍّ، و((عُبَيد الله)) بالتَّصغير، ورواه السَّرخسيُّ والمستمليُّ: <عبد الله> بالتَّكبيرِ.
          قال في ((الفتح)): والأوَّل أصحُّ وأشهرُ، واسم جدِّه: سُهيلٌ بالتَّصغير.
          (الْغُدَانِيُّ): بضمِّ الغين المعجمةِ وتخفيف الدَّال المهملة، ابن صخرٍ البصريُّ / ، وقيل: النَّيسابوريُّ، ماتَ سنة مائتين وأربع وعشرين، وقال القسطلانيُّ: في هامش ((اليونينية)): الصَّواب عُبيدُ الله مصغَّراً، وقال الحافظُ أبو ذرٍّ: وهي روايةُ أبي الهيثمِ.
          قال: (حَدَّثَنَا حَمَّادُ): بتشديدِ الميمِ (ابْنُ أُسَامَةَ): أي: الكوفيُّ، قال: (حَدَّثَنَا): وفي أكثرِ الأصُولِ: <أخبرنا> (أَبُو العُمَيْسِ): بالعين والسِّين المهملتين بينهما ميمٌ، مصغَّرٌ، وسقطَتْ: <أل> من أكثرِ الأصُولِ، وهو عُتْبة _بضمِّ العينِ وسكونِ الفوقيَّة_ ابن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعودٍ (عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ): أي: الجَدليِّ _بفتحِ الجيم_ الكوفيِّ العابدِ.
          (عن طَارِقِ): بالطَّاء المهملة أوَّله والقافِ آخره (ابْنِ شِهَابٍ): أي: الأحمسيِّ (عَنْ أَبِي مُوسَى): هو: عبدُ الله بن قيسٍ الأشعريُّ (☺): قال في ((الفتح)): ووقعَ لبعضِهم: <عن أبي مسعود> وهو غلطٌ، انتهى.
          (قَالَ: دَخَلَ): ولأبي ذرٍّ عن الكشميهنيِّ: <قَدِمَ> (النَّبِيُّ صلعم الْمَدِينَةَ): أي: في الهجرةِ (وَإِذَا أُنَاسٌ): بضمِّ الهمزةِ، وفي بعضِ الأصُولِ بحذفها (مِنَ الْيَهُودِ يُعَظِّمُونَ عَاشُورَاءَ): بالمدِّ (وَيَصُومُونَهُ): ذكَّر ضميرَهُ باعتبارِ أنَّه يوم.
          (فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: نَحْنُ أَحَقُّ بِصَوْمِهِ): أي: من اليهودِ (فَأَمَرَ): بفتحاتٍ؛ أي: النَّبيُّ ◙ (بِصَوْمِهِ): واستشكِلَ بأنَّ عاشوراءَ عاشر المحرَّم أو تاسعَهُ، وقدومُهُ ◙ المدينة كان في ربيع الأوَّل.
          وأُجيب بأنَّ المرادَ: دخل المدينَةَ وأقامَ بها إلى يومِ عاشوراءَ من السَّنة الثَّانيةِ، وبأنَّ المرادَ: دخل المدينةَ؛ أي: من غزوةٍ غزاهَا، وأطالَ في ((الفتح)) الكلامَ عليه في الحديثِ الثَّاني.