الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب قول النبي: اللهم أمض لأصحابي هجرتهم

          ░49▒ (باب قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم: اللَّهُمَّ): أي: يا اللهِ (أَمْضِ): بفتحِ همزة القطعِ (لأَصْحَابِي): أي: اقبَلْ لهم (هِجْرَتَهُمْ): أي: من مكَّةَ إلى المدينةِ (وَمَرْثِيَّتِهِ) بالجرِّ عطفٌ على ((قول))، وهي بفتحِ الميمِ وسكون الرَّاء وكسرِ المثلَّثة وتخفيف التَّحتيَّة ففوقيَّة، والضَّميرُ راجعٌ إلى النَّبيِّ صلعم، وأصلها: تعدُّدُ محاسنِ الميِّت والثَّناء عليه، والمرادُ هنا: توجُّعه صلعم (لِمَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ): أي: من المهاجرينَ؛ لكونهِ ماتَ بالبلدةِ الَّتي أعرضَ عنها.
          وتقدَّم في البابِ قبلَهُ أنَّه لا يجوزُ عندَ الجمهورِ لِمن هاجرَ من مكَّةَ إلى المدينةِ أن يعودَ إليها فيستوطِنَها.